يعقوب ويوسف ( عليهما السلام)
الشبهة ( 14):
قال تعالى على لسان أخوه يوسف (ع) : ( وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ
قَوْماً صَالِحِينَ)(يوسف: من الآية9) .أي بعد قتله أو طرحه في
الارض وقال تعالى على لسانهم ايضا َ في ردهم على أبيهم يعقوب (ع) .
: ( تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ) (يوسف:95) .
هنا رواية تذكر ان أخوة يوسف (ع) كانوا أنبياء ايضا َ .والنبي لابد
ان يكون معصوما ً . فكيف تنطوي افكارهم على مثل هذا الفعل القبيح ؟
. ثمأليس في قولهم لابيهم في هذه اللهجة فيه سوء أدب وكذب صريح ؟ .
الجواب : بسمه عالى : أخوة يوسف مفسرون بالأسباط والاسباط انبياء
(1) إلا ان هذا التفسير غير مؤكد الصحة وان كان مظنونا ً . وعلى أي
حال فلا بد دليل على كونهم معصومين أساسا ً , ولذا فعلوا في أخيهم
ما فعلوا .
ثم لو قلنا بانهم أنبياء فلا بد من القول :بأن فعلهم ذلك كان من
أجل أمر خاص من الله سبحانه لهم لاجل مصالح عامة يعلمه الله سبحانه
في خلقه .
واما قوله : ( لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ) ففيه أكثر من جواب :
الاول : انه يراد به جهة دنيوية وليس جهة أخروية او دينية .
الثاني : ان مستوى الادب المتوقع في داخل الاسرة الواحدة ليس هو
بنفسه المتوقع بين سائر الناس .فمن الممكن ان لا يكون كلامهم ذلك
من سوء الادب , وهم أولاده ومن أسرته .
.....................
(1) كما قال تعالى : ) وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ)(النساء:
من الآية163)
الشبهة ( 15):
قال تعالى : (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا)(يوسف: من
الآية24) . هي همت بالزنا فبماذا هم هو (ع) ؟ . وكيف تخرجون ذلك
لنا تخريجا ً عقلائيا ً مقنعا ً .
الجواب : بسمه تعالى : في حدود فهمي : فإنها همت به بالضرب بعد ان
علمت غباءهعن طاعتها عن الفاحشة . فهم بها بالضرب كرد فعل على
مظلوميته . أو هو نحو من العقوبة على إرادة السوء .ولكنه ( رَأى
بُرْهَانَ رَبِّهِ)(يوسف: ا24) ولم يفعل . لانه فكر انها مربية له
وكافلة لمصالحه منذ عدة سنوات , فمن غير المناسب جدا ً ان يضربها .
كما يمكن ان تكون هي همت بالفاحش وهو هم بالضرب .أو هم بالتظاهر
مؤقتا ً بالطاعة خوفاً منها أو هم بالهرب .
الشبهة ( 16):
قال تعالى ( قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا
يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ)(يوسف: 33)وقال تعالى ( وَقَالَ لِلَّذِي
ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ
.......)(يوسف:42) .
أقول : أما كان الأحرى بيوسف (ع) ان يذكر الله ويطلب منه الرحمة
والنجاة ؟ .
الجواب : بسمه تعالى : هذا من النظر الى الاسباب التي قلنا فيما
سبق انه لابد منه . ويمكن ان يكون فعل ذلك ذلك لأمرأو لأجل إدراكه
مصلحة عامة تتعلق بإطلاق سراحه . كما قد حصل فعلا ً , فكان لابد من
التسبيب الى ذلك لا أن يحصل بالمعجزة .
الشبهة ( 17):
قال تعالى :( أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ
لَسَارِقُونَ)(يوسف:70) .
هذا القول من يوسف (ع ) لأخوته في هذا المحل اتهام للبريء , فكيف
تخرجون لنا يوسف (ع) من هذه الشبهة ؟ .
الجواب : بسمه تعالى : ينبغي الالتفات الى ان هذا الخطاب ليس
لأخوته فقط بل لمجموع القافلة ,ولذا (أَيَّتُهَا الْعِيرُ) . ومن
الممكن ان يكون في القافلة من مارس السرقة قبل ذلك أو عند وصوله
الى مصر ولم يقل : انكم سارقون للصواع . وانما يريد اظهار ذلك لاجل
أخذ أخيه بنيامين منهم . وكما قال تعالى :( كَذَلِكَ كِدْنَا
لِيُوسُفَ)(يوسف:76) .
الشبهة ( 18):
قال تعالى : ( وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ
كَظِيمٌ)(يوسف:84) .
هذا الجزع والحزن من يعقوب على فراق يوسف قبيح ومستهجن من يعقوب
(ع) لان فيه ( على الظاهر ) قلة صبر واحتمال على نوائب الدنيا ؟ .
الجواب : بسمه تعالى : لعن الله الذي يقول ذلك . وإنما هو لاجل
الاستغفار على بعض مراتب الذنوب الدقيقية التي كان يراها يعقوب (ع)
في نفسه على بعض مراتب الذنوب الدقيقية التي كان يراها يعقوب (ع)
في نفسه تجاه الله سبحانه . وقد يكون ذلك تجاه يوسف أو غيره . فهو
حزين من موقفه ذلك تجاه الله سبحانه ما لم يحرز منه الرضا والغفران
, فكان رد بصره دليل الرضا والغفران .