مؤلفات الإمام الشهيد السيد محمد صادق الصدر ( قدس سره)

كتاب فقه الأخلاق لسماحة السيد الشهيد محمد صادق الصدر

الفقرة (23)

هل المطلوب كثرة العبادات أو قلتها؟

قد يقول قائل: بل المطلوب كثرتها لأنَّ فيها زيادةً في التقرب والخشوع اتجاهه سبحانه.
وقد يجاب على ذلك: إنَّ ذلك منافٍ لأحوال الدنيا حتى الضرورية منها، كالإكتساب للحاجات الضرورية. ومن هنا نرى المتعبدين والمتزهدين، قد فاتت منهم كثيرٌ من الحاجات أو أصبحوا في حالٍ دنيويٍّ بسيط.

وهذا يجاب بعدَّة وجوه:
الوجه الأول: الإلتزام بما اعتبره السائل محذوراً، والإتجاه إلى تقليل مصالح الدنيا من أجل مصالح الآخرة.
الوجه الثاني: إنَّ العبادة ليست فقط الصلاة ونحوها من العبادات الفردية، بل العبادة تشمل أكثر أحوال المؤمن، بما فيها قضاء حاجات الآخرين، وزيارة المؤمنين والحضور في صلواتهم ومناسباتهم، وتشييع موتاهم، وغير ذلك كثير. وهذا لا ينافي الحاجات الدنيوية الضرورية، لأنَّ الكسب نفسه عبادة، كما ثبت شرعا (60).
الوجه الثالث: إنَّ العبادة ليست فقط هي العبادة الظاهرية، بل هناك العبادة القلبية أو الباطنية، كالذكر والخشوع والإخلاص والإيمان وغيرها. وهذا أمرٌ لا يكاد يكون مرتبطاً بالسلوك الخارجي أياً كان، فلا يلزم منه أيُّ محذور.
الوجه الرابع: الإلتزام بالإتجاه الذي فرضه السائل، وهو المنع من استمرار العبادة، بالمعنى الظاهريِّ أو الجسديِّ كالصلاة المستمرة أو الدعاء الدائم. فإنَّ هذا مما لم يلتزم به الأنبياء والأولياء والمعصومون سلام الله عليهم أجمعين. فكيف يمكن طلبه ممن سواهم؟.
وهنا ينبغي أن نلتفت إلى موارد رجحان التقليل من العبادة، حسب ما هو واردٌ ومطابقٌ للقاعدة وليس تشهياً من قبل المتعبد أو اعتباطاً:
المورد الأول: مورد الملل، فإنَّ كثرة العبادة قد تكون مملةً أحياناً، وعندئذٍ ينبغي للفرد تركها، حتى تنفتح الرغبة إليها مرةً أخرى. ولا ينبغي إيقاع العبادة حال الملل فيها، ووجود ردِّ الفعل النفسيِّ السيِّء تجاهها.
المورد الثاني: حين تبلغ العبادة أقصى التحمل، فإنَّ الفرد لا يجوز له أن يحمل نفسه فوق طاقته من أيِّ عملٍ كان. فإن بلغت العبادة به غاية التحمل وكان الزائد خارجاً عن طاقته نفسياً، لزم تركها بطبيعة الحال.
المورد الثالث: في مورد طيبة القلب وإخلاصه لله تعالى ورضائه بقدره. ومن هنا ورد الحديث بمضمون: من رضي من الله بالقليل من الرزق رضي الله منه باليسير من العبادة (61).
المورد الرابع: في حالة استغناء الفرد المؤمن عن العبادة الظاهرية بالعبادة القلبية أو الباطنية، ونعني بالعبادة الظاهرية: الصلاة والصيام ونحوهما، وبالعبادة القلبية: الذكر والرضا والخشوع ونحوها. وهذه مرتبةٌ أكثر من سابقتها في مدارج الكمال النفسي. ولا تكون إلا لأهلها، وليس لأحدٍ أن يدَّعيها زوراً.
المورد الخامس: عند منافا العبادة مع الحاجة الضرورية أو شبه الضرورية للحياة. فان هذه الحاجات تكون مقدمة على العبادة المستحبة والمتزايدة. ويكون الفرد معذوراً عنها أمام الله سبحانه. بغض النظر عما صرحت به الأدلة من كون السعي للمعاش بنفسه عبادة. إذن، فسوف ينتقل الفرد من عبادة إلى عبادة.
المورد السادس: عند منافاة العبادة الشخصية كالصلاة والصيام المستحبين، مع العبادة العامة كقضاء حاجات المحتاجين وزيارة المؤمنين والأمر بالمعروف وغير ذلك كثير، فإنه مع التنافي أو التزاحم بين الشكلين من العبادة، تكون العبادة العامة أولى بالإنجاز، وأفضل عند الله عزوجل62. وإذا أعرض عنها الفرد واشتغل بالعبادة الشخصية أو الفردية، فقد خسر ما هو الأهمُّ والأفضل.
المورد السابع: تقليل العبادة عند نزول البلاء الدنيوي والمصاعب التي تمرُّ بالفرد. فإنَّ المنصوح به في الأدلة في مثل ذلك تقليل العبادة الفردية والنوافل المستكثرة ريثما يزول البلاء، فيعود الفرد إلى حاله السابق مع حسن التوفيق 63.
وهناك مواردُ أخرى لجواز التقليل من العبادة أو رجحانه أحياناً، لا حاجة إلى الدخول في تفاصيلها.
وقد يخطر في الذهن: أنَّ الأسباب السابقة، إنما تجعل قسماً من العبادة مرجوحاً، وهو غير الموقوت منها وأما العبادة الموقوتة، فإنها تبقى على أهميتها.
والعبادة الموقوتة هي المحددة بالوقت كصلاة الليل وغسل الجمعة وصوم النصف من شعبان وغيرها من المستحبات. والعبادة غير الموقوتة هي العبادة غير المحدودة بوقت، وإنما يأتي بها العبد زيادةً في الخشوع وطلباً للثواب. وقد ورد: الصلاة خير موضوعٍ من شاء استقلَّ ومن شاء استكثر 64. ومراده ـ والله أعلم ـ الصلاة الغير الموقوتة. لأنَّ المؤقت منها غير منوطٍ بالمشيئة ظاهراً.
ومحلُّ الشاهد هنا: إنَّ الأسباب السابقة للتقليل من العبادة إنما تشمل غير الموقوت، ولا تشمل الموقوت.
إلا أنَّ ذلك غير صحيح، لأنَّ الأسباب السابقة لها الإطلاق الكافي لكلِّ الأقسام، ولها أيضاً التسبيب الشرعي والمعقول للتقليل من العبادة. وليس التقليل اعتباطياً حتى يختصُّ بغير الموقوت.
نعم، ظاهر هذه الأسباب خاصٌّ بالعبادة الظاهرية الفردية كالأمثلة السابقة. أما العبادة العامة أو الإجتماعية، وكذلك العبادة القلبية، فلا تشملها.
والحقُّ أنَّ شمولها لها نادر، ولكنَّ مع افتراض شمول بعضها لأحد هذين النوعين من العبادة، فمن الراجح والمنطقيِّ التقليلُ منها أيضاً. وإن كان التقليل منها أحياناً صعباً بل متعذراً. مع كونها عادةً مستمرةً أو ملكةً راسخة.
ولا يخفى أنَّ عدداً من الأسباب السابقة لا مورد لها مع هذين النوعين الأخيرين من العبادة، إلا أنه لا حاجة إلى الدخول إلى تفاصيلها، بل نوكله إلى فطنة القارئ اللبيب، وهو يستطيع أن يدركها بقليلٍ من المقارنة والتفكير.
كما ينبغي الإلتفات إلى أنَّ التقليل من العبادة أياً كانت، لا يعني التقليل من أهميتها أو الحد من آثارها المعنوية. وإنما فقط لأجل أنَّ المصلحة في تلك الموارد السابقة، تقتضي التقليل منها عملياً. ولا شكَّ أنه مع إمكان الجمع وعدم تعذره أو شدة صعوبته، أعني الجمع بين العبادة وموارد تلك الوجوه السبعة السابقة، فهو أفضل عند الله عزَّ وجلَّ بشرط أن لا يحصل حيفٌ أو نقصٌ على الجانب الذي هو الأفضل منهما عنده سبحانه وتعالى. ويتضح ذلك مع مقارنة الوجوه نفسها ونوكلها أيضاً إلى فطنة القارئ اللبيب.

الفقرة (24)

التفكر في الخلق

هو من الأمور التي حثَّ عليها القرآن الكريم كثيراً، وهو فقهياً من المستحبات المؤكدة، التي لها آثارٌ وضعيةٌ جليلةٌ ومحمودة، وحيث لم يعزل له الفقهاء مكاناً في فقههم، ناسب ذكره في مقدمة العبادات.
وقد حثَّ عليه القرآن الكريم بأساليبَ مختلفةٍ عديدةٍ، نذكر منها:
أولاً: الحثُّ على التفكير كقوله تعالى: وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً 65. وقد ورد قوله: إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ 66 خمسة أو ستة مراتٍ في القرآن الكريم إلى غير ذلك من الآيات.
ثانياً: الحثُّ على التفقه، كقوله تعالى:انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ 67. وغيرها كثير.
ثالثاً: بعنوان الآيات، وهي الآيات الأنفسية والآفاقية، يعني ما يكون داخل النفس وفي خارجها من العجائب، وقد ورد لفظ (آية) في القرآن أربعاً وثمانين مرة 68 ولفظ ( الآيات) مئـةً وثمانيـةً وأربعين مرة 69.
رابعاً: الحثُّ على النظر، كقوله تعالى: (أوَ لم يَنظرُوُا فيِ مَلَكُوتِ السَّماواتِ والأرض) 70، وغيرها.
خامساً: الحثُّ على البصر أو الأبصار، كقوله تعالى: وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) 71 مع شجب التعامي وعدم استعمال البصر (أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَ) 72وقوله:(  لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا 73.
سادساً: الحثُّ على استعمال العقل. قال سبحانه: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا 74. وقد تكرر قوله: إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُون 75، وما في مضمونه القريب حوالي ثماني مراتٍ في القرآن الكريم 76.
كما شجب القرآن إهمال العقل وعدم استعماله في آياتٍ عديدةٍ، منها قوله تعالى: وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُون77.
سابعاً: الحثُّ على استعمال اللبِّ وهو العقل، وأن يكون الفرد من ذوي الألباب. وقد ورد قوله:[ أُولُو الأَلْبَابِ] ستَّ عشرة مرة  78. منها قوله تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لِأولِي الأَلْبَابِ79 .
ثامناً: ذكر الآيات الكونية واحدةً واحدةً، كنزول المطر وإنبات الزرع وخلق الحيوان وخلق الجنين والليل والنهار والرعد والبرق والحليب وأنواع الفواكه والخضر، وغير ذلك في آياتٍ كثيرةٍ لامجال لاستقصائها.
تاسعاً: شجب الأعراض وهو عدم الإلتفات إلى الآيات الكونية والتهاون في أمرها، كقوله تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ 80. وقد ورد لفظ  [مُعْرِضُونَ] و[مُعْرِضِينَ] تسع عشرة مرةً في القرآن الكريم 81.
عاشراً: الحثُّ على المعرفة، كقوله تعالى: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا82.
حادي عشر: الحثُّ على استهداف اليقين، أو حصوله لدى الفرد، نتيجة للنظر والتفكر كقوله تعالى: وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ83 وشجب حالة عدم اليقين كقوله تعالى:بَلْ لا يُوقِنُونَ84. وقوله سبحانه: وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُون85.
ثاني عشر: الحثُّ على السير في الأرض والتجول فيها لأجل حصول العبرة منها، كقوله تعالى: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا 86، وقوله سبحانه: قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِين87. وقد تكرر هذا المعنى في القرآن الكريم، حوالي أربع عشرة مرة، منها سبع مرات بصيغة الأمر: [سِيرُوا] 88.
ثالث عشر: الحثُّ على أخذ الإعتبار أو العبرة من الآيات الكونية كقوله: فاعتَبرُوا يا أوليِ الـأبصار وقوله:إِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً89 ، وغيرها .
رابع عشر: الإنذار بالعذاب لمن ترك التفكير والإعتبار به، كقوله تعالى: الّذِينَ كَذَّبُوا بآياتِنَا يَمَسهم العَذابُ بمَا كَانُوا يَفسُقُونَ 90 وقوله: رَبّنَا مَا خَلَقتَ هذَا باطِلاً سُبحانَكَ فقِنَا عَذَاب النَّارِ 91
إلى غير ذلك من الأساليب، إلى حدِّ يمكن القول بأنَّ الآيات الواردة بهذه المضامين ونحوها تستوعب أكثر القرآن الكريم.
 

الفقرة (25)

أهداف التفكر

حقيقة التفكر هو إجالة الفكر في الذهن ومحاولة الإستنتاج منها. إلا أنَّ الذي يقتضيه الذوق العام، هو: أنَّ ذلك وإن كان هو التطبيق المهم لمعنى التفكر أو التفكير، إلا أنه لا ينحصر بذلك، ومن هنا كان المعنى الذهني الواحد يسمى [ فكرة] فحصول الفكرة ولو زماناً قليلاً هي نوعٌ من التفكر.
ومعنى ذلك: أنَّ التفكر هو حصول الفكرة أو الأفكار في زمنٍ قليلٍ أو طويل، مع محاولة الإستنتاج منه أو عدم ذلك.
غير أنَّ الشيء الذي يفرض نفسه تلقائياً مع حصول التفكر في الكون هو حصول النتيجة وإن كرهها صاحبها، أو أبت نفسه عنها. وهي استنتاج عظمة الخالق سبحانه وعجيب تدبيره وواسع قدرته ورحمته جلَّ جلاله في هذا الكون العجيب المترامي.
ونحن الآن وإن قلنا إنَّ الفكرة تكون في  [الذهن]. كما هو المشهور أو المتعارف، إلا أنَّ [ الذهن] لم يذكره القرآن الكريم إطلاقاً، وإنما نسب التفكير إلى العقل تارة ً (لِقَوْمٍ يَعْقِلُون) 92 وإلى اللبِّ أخرى (أُولِي الأَلْبَابِ) 93 وإلى القلب ثالثةً (لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا) 94 وإلى النفس رابعةً ( أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ) 95 وإلى الصدور خامسةً، كقوله تعالى: (قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ) 96 وقوله تعالى:(يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُور) 97.
ولا ينبغي الآن أن نتكلَّم في تفسير هذا المعنى وهو حصول التفكير في القلب والصدر، فإنَّ له مجالاً في علومٍ أخرى كالتفسير وعلم الكلام والفلسفة وعلم النفس. ولسنا الآن بصدده.
وإنما الذي ينبغي أن نكون بصدده، هو ما يمكن أن يكون هدفاً للتفكير أو التفكُّر، وهل كلُّ أهدافه صالحة؟ وأنَّ أياً منها بالتحديد هو الذي حثَّ عليه القرآن الكريم؟.
وأهمُّ ما يمكن تصوره كأهدافٍ للتفكير عدة أمور، قد يجتمع بعضها مع بعضٍ وقد لا يجتمع.
الهدف الأول: استنتاج أمرٍ دنيويٍّ محضٍ كمن يفكر في حسابات تجارته، أو المحاضرة التي يلقيها على الطلاب.
الهدف الثاني: استنتاج أمرٍ دنيويٍّ ذي نتيجةٍ دينية. كالتفكير في بناء مسجد ومقدماته وحساباته.
الهدف الثالث: استنتاج وجود الله عزَّ وجل، بعد الإلتفات إلى دقَّة الترتيب والتدبير في هذا الكون، وأنَّ ذلك لا يكون إلا من قبل فاعلٍ عالمٍ قدير.
الهدف الرابع: استنتاج حسن تدبير الله سبحانه للكون، وواسع قدرته ورحمته، بعد التسليم بوجوده.وهذا هو الذي يستفاد من ظاهر القرآن الكريم. إلا أنه غير منافٍ مع الهدف الثالث بطبعه، إذ بعد الإلتفات والتأمُّل بالكون يكون التدبير والمدبِّر واضحين.
الهدف الخامس: استنتاج عظمة الله سبحانه في خلقه، وهذا معنى غير مجرَّد التدبير والترتيب.
الهدف السادس: استنتاج الهدف من الخلقة بالتفكُّر فيها، كما في قوله تعالى:( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ) 98. أو غير ذلك من الأهداف الممكنة للخلقة.إلى غير ذلك من الأهداف الممكنة للتفكير.

الفقرة (26)

مستويات التفكر

ثم إنَّ التفكير في الخلق يمكن أن يكون على عدَّة مستويات، وهي تختلف باختلاف مستوى المفكِّر من حيث الثقافة والعقلية والإيمان.
المستوى الأول: النظر إلى المستوى الظاهر من التدبير الكوني، وهو بدوره عجيبٌ ومهيبٌ، وهو الذي يستفاد من ظاهر القرآن الكريم عند شرحه للآيات الكونية.
المستوى الثاني: النظر الدقيق في العلاقات بين الأشياء، كالعلاقة بين الشمس والأرض، أو القمر والأرض, أو القمر والمدِّ والجزر, أو بين الشمس والنبات, أو بين السحاب والمطر, أو بين الجهاز الهضميِّ والدم أو التنفس والدم، أو بين الثمرة والشجرة، وغيرها. وهي علاقاتٌ مدهشةٌ لا حاجة إلى الدخول في تفاصيلها، وخاصةً بعد ما وجدت مصادر كثيرةٌ شارحةٌ لذلك بكلِّ تفصيل.
المستوى الثالث: النظر أدقُّ من ذلك، في التفاصيل الفيزياوية والكمياوية والكهرومغناطيسية للأشياء، سواءٌ الصغيرة منها كالذرة ونواتها، أم الكبيرة منها كالهواء والبحار، أم الأوسع منها كالفضاء الكوني، وما يسعه من مجراتٍ ومجاميعَ مدهشةٍ لم يعلم البشر منها إلا قليلاً.
المستوى الرابع: النظر إلى الأمور التي يتعذر تفسيرها بالعلم التجريبي المادي. وهي أمورٌ كثيرةٌ يعرفها الإختصاصيون وهي منتشرةٌ في كثيرٍ من العلوم، كالفيزياء والكمياء وعلم النفس والباراسايكولوجي وعلم الحيوان وعلم طبقات الأرض وعلم الفلك وغيرها.
المستوى الخامس: النظر أو التفكير في الهدف الذي يستهدفه الكون من حركته. إما بعنوان كيف] وإما بعنوان لماذا]. فكيف ولماذا تسير الأرض والشمس وكلُّ النجوم في مداراتها. وكيف ولماذا تسير جزيئات الذرة كالألكترونات والبروتونات وغيرها في مساراتها. وكيف ولماذا وجد العقل ووجدت الذاكرة. وكيف ولماذا وجد الإنسان وسائر الحيوان. وكيف ولماذا كانت خلقة الإنسان على هذا التكوين اللطيف. إلى غير ذلك من الأسئلة.
فهل هناك سببٌ أم لا. وما هو ذلك السبب، وهل هناك هدفٌ أم لا. وما هو ذلك الهدف. وقد استهوى الفلاسفة والعارفين أمثال هذه الأهداف، وفكروا فيها طويلاً، وإن غفل عنها سائر الناس.
واستمراراً لشرح وتعداد الأهداف من التفكير، يحسن بنا أن نشير إلى أمرٍ يكون كالمقدمة للتعريف.
وهو: أنَّ الفلاسفة والعارفين ذكروا أنَّ مراتب الخلق أو الكون على أربعة أقسام:
المرتبة الأولى: عالم الطبيعة أو الناسوت]، وهو عالم الأجسام وهو عالمنا الذي نعيشه.
المرتبة الثانية: عالم الملكوت، وهو عالم النفوس.
المرتبة الثالثة: عالم الجبروت، وهو عالم العقول.
المرتبة الرابعة: عالم اللاهوت، وهو عالم الروح.
وقالوا: إنَّ الإنسان مكونٌ من كلِّ هذه المراتب الأربعة، لأنَّ له جسماً ونفساً وعقلاً وروحاً، وكلٌّ منها ينتمي إلى أحد هذه العوالم أو المراتب.
بل إنَّ القرآن الكريم دالٌّ على أنَّ كلَّ شيءٍ على هذا الغرار، فلكلِّ شيءٍ ملكوتٌ كقوله تعالى: (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) 99 ولكلِّ شيءٍ عقلٌ واختيار، وهو [عالم الجبروت]، كما هو المستنتج من عددٍ من الآيات الكونية كقوله تعالى:( قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) 100، وقوله تعالى: (وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئا) 101، وقوله تعالى:( فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا) 102، وغير ذلك.
كما أنَّ لكلِّ شيءٍ حقيقةً و [حقاً] وهو إشارةٌ إلى عالم اللاهوت كقوله تعالى: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلا بِالْحَقِّ) 103، وغيرها كثير.
إذن، فالتفكير كما يمكن أن يعمل عمله في العالم المنظور الطبيعي، وهو المستويات الخمسة السابقة التي ذكرناها، يمكن أيضاً أن يعمل عمله في العوالم الثلاثة التي فوقه، فتكون المستويات ثمانية.
المستوى السادس: التفكُّر في عالم الملكوت.
المستوى السابع: التفكُّر في عالم الجبروت.
المستوى الثامن: التفكُّر في عالم اللاهوت.
إلا أنَّ هذا عادةً لا يكون متيسراً إلا مع حسن التوفيق ونفاذ البصيرة.
بل يمكن القول: بأنَّ المستويات الخمسة السابقة كما تنطبق على عالم الطبيعة، تنطبق على العوالم الأخرى أيضاً، فحيث أنَّ المستويات خمسةٌ والعوالم أربعةٌ تكون مستويات التفكير عشرين مستوى. وسبحان الله وما أنا من المشركين.

الفقرة (27)

هل يجتمع التفكر مع العبادات الأخرى؟

بقيت لدينا بعض التفاصيل عن التفكير، كعبادةٍ مأمورٍ بها في الشريعة، يحسن بنا التعرض لها بعد أن اتضح لنا أصل رجحانه.
فمن تلك التفاصيل: أنَّ عبادة التفكير هل يمكن أن تجتمع مع العبادات الأخرى أم لا.
وهنا يمكن أن نلتفت إلى أنَّ العبادات الأخرى على ثلاثة أقسام، من حيث الجانب الرئيسي فيها: بدنيةٌ وفكريةٌ، وقسمٌ ثالثٌ يحتاج إلى الجسم والفكر معاً.
فالعبادة البدنية ما لا دخل للفكر فيها، إلا بشكلٍ ثانويٍّ كالسعي والطواف والمبيت في منى، وكذلك الصوم ودفع الزكاة وغيرها.
والعبادة الفكرية ما يكون جانبها الرئيسيُّ هو الفكر، كقراءة القرآن والأدعية. إذ المفروض أن يكون القارئ فاهماً لها قاصداً لمعانيها.
والعبادة المركبة من الفكر والجسد هي الصلاة، حيث يوجد مضافاً إلى الحركات الجسدية في القيام والركوع والسجود، يوجد جانبٌ فكريٌّ مهمٌّ في النية أولاً، والعلم بقراءة القرآن ومعانيه في قراءة الفاتحة والسورة، وكذلك سائر أذكار الصلاة كالتشهد والتسليم وذكر الركوع والسجود، مضافاً إلى جانب الخشوع ونحوه، مما يكون جانبه الفكريُّ أو الذهنيُّ عالياً.
إذا عرفنا هذه الأقسام الثلاثة، فمن الواضح أنَّ التفكر في الخلق لا ينافي الجانب الجسديَّ من العبادة. فإذا كانت عبادة جسدية خالصة لم يتنافَ معها بالمرة، وكذلك مع الجانب الجسديِّ في العبادة المركبة بين الجسد والروح.
وإنما يوجد التنافي في الفكر، لأنه فكرٌ واحد. فإما أن يفكر في الخلق، وإما أن يفكر في عبادته، وأياً منهما يختار؟.
إذا عرفنا ذلك، استطعنا أن نلتفت أنه سؤالٌ وهميٌّ لا أكثر، وذلك لعدم التنافي بين التفكير في الخلق والتفكير في العبادة.
أما عند قراءة القرآن الكريم والأدعية، فإنَّ المطلوب هو التفكير في معانيها، ومعلومٌ أنَّ معانيها من جملة أجزاء الكون، أو أنها تجيل الذهن في أنحاء مختلفةٍ من الكون. إذن، فالتفكير فيها تفكيرٌ في الكون أو الخلق نفسه.
ونفس الكلام يأتي في القرآن المقروء في الصلاة أو الذكر الذي فيها.
مضافاً إلى نقطةٍ أخرى مهمةٍ وهي: أنَّ أساليب عليا من التفكير مما ذكرناه سابقاً، يمكن أن يديم الخشوع ويزيد من الخضوع والتبتل في الصلاة، لا أنه يكون سبباً لنقصانه كما يدعي السائل، وهذا يختلف باختلاف مدركات المصلي، وما وصل إليه من درجات الإيمان.
بل الأمر أكثر من ذلك، فلو كان الفرد يقرأ في كتابٍ من العلوم الطبيعية كالفيزياء والكيمياء والفلك، أمكنه أن يجعل ذلك سبباً وسلَّماً إلى التفكير في الخلق، لأنَّ كلَّ هذه العلوم إنما تعكس قدرة الله سبحانه في الكون وعجيب تدبيره له. وكذلك لو قرأ كتاباً في علم النفس والباراسايكولوجي، بل في كلِّ العلوم، مع شيءٍ من الدقة في الفهم.
وإنما ينافي التفكير في الخلق أمرٌ رئيسيٌّ واحد، هو معنى التفكير المنفصل عن الله سبحانه وصنعه، أو التفكير الذي أهمل الله سبحانه وشريعته وخلقه. كالتفكير في سائر الأمور الدنيوية والعلوم ذات الطابع المادي. وكذلك الأمور المحرمة شرعاً، كشرب الخمر والزنا والسرقة وسماع الأغاني الجنسية، وغير ذلك.

الفقرة (28)

دوام التفكر

ومن جملة تفاصيل مسألة التفكير في الخلق، أنَّ المطلوب هل هو مجرد الإلتفات أو التفكير المؤقت أو التفكير الدائم.
وهذا يختلف باختلاف قدرات الشخص من ناحية، وأهدافه في التفكير من ناحيةٍ أخرى.
فمثلاً: إن كان المراد الإعتبار بظاهر الخلقة أمكن استمرارها كثيراً، مادام الفرد مزوداً بسمعٍ وبصرٍ سليمين.
وإن كان المراد ما هو أكثر من ذلك، مما سبق أن أشرنا إليه، كان الأمر محدوداً بحدود الطاقة العقلية والنفسية لدى الفرد. وكثيرٌ من مستوياته العالية لا يكون إلا بحسن التوفيق الإلهي.
ومثلاً: إن كان المراد أو الهدف من التفكير، هو مجرد إثبات وجود الله سبحانه، لأجل دخول الفرد في الإسلام مثلاً، أمكن الإكتفاء بالزمن القليل من التفكير في حدود التوصل إلى هذه النتيجة.
وإما إذا كان المراد ما هو أكثر من ذلك، كالإتعاظ الكثير من الخلق ومن حوادث الدهر، أو الذكر الكثير لله سبحانه وتعالى إطاعةً لقوله جلَّ جلاله: اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) 104. فإن كان المراد ذلك ونحوه، كان التوقيت أو التحديد في زمن التفكير غير مفيد، بل كلما كان التفكير أكثر كان أفضل بطبيعة الحال.

الفقرة (29)

 درجة التفكر
ومن جملة تفاصيل التفكر: السؤال عن الدرجة المطلوبة من التفكر من الفرد. وبأيِّ مستوى من مستوياته، كما سبق أن عرفنا عنه فكرةً كافية.
لاشكَّ أنَّ كلَّ مستويات التفكر أمرٌ راجحٌ ومنتجٌ لنتائجه الحسنة في عقل الإنسان ونفسه وقلبه.
غير أني أعتقد أنَّ الأرجح للفرد هو أن يمارس التفكير في أعلى درجةٍ ممكنةٍ له، أو أقصى ما وصل إليه قلبه من مستويات الإيمان، لوضوح أنَّ الفرد مع وصوله إلى مستوىً معينٍ يكون المناسب له ممارسة تفاصيل ذلك المستوى، وتكون المستويات السابقة عليه أو الدرجات الأنزل أو الأدنى منه غير مناسبة معه وغير مسببةٍ لتربيته المطلوبة وتكامله المرغوب، بل تكون باصطلاحهم 105[ حجاباً] بينهم وبين ما يستحقُّ الوصول إليه من الدرجات.

الهوامش
[[60]] تحف العقول للحراني: ص 32.ولقد ورد في هذا المضمون أحاديث كثيرة نورد لك بعض منها:فعن رسول الله 9 : قال: العبادة سبعون جزء أفضلها طلب الحلال. وعن الباقر : قال: من طلب الدنيا استعفاف عن الناس، وسعي على أهله وتعطف على جاره لقى الله عزَّ وجلَّ يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر. وعن الصادق : قال: الكادُّ على عياله كالمجاهد في سبيل الله. وعنه  أيضاً: لا تكسلوا في طلب معايشكم فإنَّ آباءنا كانوا يركضون فيها ويطلبونها. وعنه  أيضاً: إنَّ الله تبارك وتعالى ليحب الإغتراب في طلب الرزق.وكان أبو الحسن  يعمل في أرض قد استنقعت قدماه في العرق. فقيل له: جعلت فداك أين الرجال؟ فقال: وقد عمل باليد من هو خيرٌ مني في أرضه ومن أبي، فقيل ومن هو ؟ فقال رسول الله 2 وأمير المؤمنين وآبائي كلهم كانوا قد عملوا بأيديهم، وهو من عمل النبيين والمرسلين والأوصياء والصالحين.راجع جامع السعادات: ج 2. ص 20 ــ 21 لمحمد مهدي النراقي.
[[61]] الوسائل: ج 6 ـ م 11. الباب 16 من أبواب جهاد النفس. حديث 2. تحف العقول للحراني: ص 48.
[[62]] ولقد ورد في هذا المضمون الكثير من الروايات. منها رواية أبان بن تغلب حيث قال: كنت أطوف مع أبي عبد الله  فعرض لي رجل من أصحابنا كان يسألني الذهاب معه في حاجة. فأشار إلي فكرهت ان دع با عبد الله  وأذهب إليه. فبينما أنا أطوف إذ أشار إليَّ أيضاً فره أبو عبد الله  فقال: يا أبان إياك يريد هذا؟ قلت نعم ، قال: فمن هو ؟ قلت: رجل من أصحابنا. قال هو على مثل ما أنت عليه؟ قلت: نعم . قال: فذهب إليه. قلت: فاقطع الطواف؟ قال: نعم. قلت: وإن كان طواف فريضة ، قال: نعم ، فذهبت معه.[البحار للمجلسي: ج 74. ص 248. حديث 46. وسائل الشيعة: ج 5 م9. الباب 42 من أبواب الطواف. حديث 4. ص 450 ــ 451].وفي نفس الباب من الوسائل الحديث الثاني، بإسناده عن الإمام الصادق  قال: قضاء حاجة المؤمن أفضل من طواف وطواف وطواف حتى عدَّ عشراً.وفي نفس المصدر أيضاً. الحديث الثالث. عن بي حمد قال: كنت مع بي عبد الله الصادق  في الطواف ويده في يدي إذ عرض لي رجل له حاجة فومت إليه بيدي، فقلت له: كما أنت حتى فرغ من طوافي. فقال بو عبد الله : ما هذا؟ قلت: أصلحك الله رجل جاء في حاجة، فقال لي: أمسلم هو؟ قلت: نعم. فقال لي: ذهب معه في حاجته. فقلت له: أصلحك الله فقطع الطواف؟ قال: نعم . قلت: وإن كنت في المفروض؟ قال: نعم وإن كنت في المفروض. قال: وقال أبو عبد الله  من مشى مع أخيه المسلم في حاجة كتب الله له ألف ألف حسنة ومحى عنه ألف ألف سيئة ورفع له ألف ألف درجة. انتهى.
[[63]] الوسائل: ج 3. كتاب الصلاة. أبواب أعداد الفرائض ونوافلها. الباب 16. الحديث 4و 5. حيث ذكر بإسناده عن معمر بن خلاد ، عن أبي الحسن الرضا  أنَّ أبا الحسن  كان إذا اغتمَّ ترك الخمسين . قال الشيخ : يعني تمام الخمسين ، لأنَّ الفرائض لا يجوز تركها.وكذلك بإسناده عن علي بن أسباط، عن عدة من أصحابنا أنَّ أبا الحسن موسى  كان إذا اهتمَّ ترك النافلة . ورواه الكليني عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد مثله .
[[64]] الوسائل: ج 2 م3. الباب 42 من أبواب أحكام المساجد حديث 10.
[[65]] سورة آل عمران ـ آية191.
[[66]] هذا المقطع ورد في خمسة مواضع من القرآن الكريم وهي: سورة الرعد: آية3. والروم: آية21. والزمر: آية42. والجاثية: آية13. والنحل: آية11 و69.
[[67]] سورة الأنعام: آية65.
[[68]] انظر المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم: لمحمد فؤاد عبد الباقي. مادة [أي ا].
[[69]] انظر المصدر السابق.
[[70]] سورة الأعراف: آية185.
[[71]] سورة الذاريات: آية20 ـ 21.
[[72]] سورة الأعراف: آية195.
[[73]] سورة الأعراف: آية179.
[[74]] سورة الحج: آية46.
[[75]] سورة الرعد: آية4.
[[76]] وهي سورة البقرة: آية164. والرعد: آية4. والنحل: آية12 و 67. والعنكبوت: آية35. والروم: آية24 و 28. والجاثية: آية5.
[[77]] سورة يونس: آية100.
[[78]] وهي سورة البقرة: آية179 و 197 و 269. وآل عمران: آية7 و 190. والمائدة: آية100. ويونس: آية111. الرعد: آية19. وابراهيم: آية52. وص: آية29 و 43. والزمر:آية9 و 18 و 21. وغافر: آية54. والطلاق: آية10.
[[79]] سورة آل عمران: آية190.
[[80]] سورة يونس: آية105.
[[81]] سورة البقرة: آية83. وآل عمران: آية23. والنفال: آية23. والتوبة: آية76. ويوسف: آية105. والأنبياء: آية1 و 24 و 32 و 42. والمؤمنون: آية3 و 71. والنور: آية48. وص: آية68. والحقاف: آية3. والأنعام: آية4. والحجر: آية81. والشعراء: آية5. ويس: آية46. والمدثر: آية49.
[[82]] سورة النمل: آية93.
[[83]] سورة السجدة: آية24.
[[84]] سورة الطور: آية36.
[[85]] سورة الروم: آية60.
[[86]] سورة الحج: آية46.
[[87]] سورة النمل: آية69.
[[88]] ما ورد بصيغة الأمر [سيروا] سورة آل عمران: آية137. والأنعام: آية11. والنحل: آية36. والنمل: الآية69. والعنكبوت: آية20. والروم: آية42. وسب: آية18. وورد أيضاً بصيغة المضارع [يسيروا]: سورة يوسف: آية109. الحج: آية46. والروم: آية9. وفاطر: آية44. وغافر: آية21 و 82. ومحمد: آية10.
[[89]] سورة النحل: آية66.
[[90]] سورة الأنعام: آية49.
[[91]] سورة آل عمران: آية191.
[[92]] سورة البقرة: آية164.
[[93]] سورة البقرة: آية179.
[[94]] سورة الحج: آية46.
[[95]] سورة الروم: آية8.
[[96]] سورة آل عمران: آية29.
[[97]] سورة غافر: آية19.
[[98]] سورة الذاريات: آية56.
[[99]] سورة الأعراف: آية185.
[[100]] سورة فصلت: آية11.
[[101]] سورة الكهف: آية33.
[[102]] سورة الأحزاب: آية72.
[[103]] سورة الحجر: آية85.
[[104]] سورة الأحزاب: الآيات 40 ــ 41
[[105]] بصطلاح العارفين.

الفهرس || السابق || التالي

السيرة الذاتية || الصور || المؤلفات || ما كتب حوله