إحْمِل العلماء خَمْس محامل لا أكثر


لطالما ذكرنا هذا البيت الشعري لنستشهد به في حالة الادعاء الكاذب لانتماء معين إذ يقول الشاعر :

وكلٌّ يدَّعي الوَصْلَ بليلى     وليلى لا تقرّ بذاكا

وبطبيعة الحال فكل العلاقات الموزونة والعُقلائية تنبني على معاهدات والتزامات وأسس وأدبيات معينة تعتمد على صنف تلك العلاقة سواء كانت علاقات العشق الإلهي بين العبد والخالق أو علاقات سياسية بين الشعوب والدول أو علاقات اجتماعية أو علاقات أسرية بل وحتى العلاقات العاطفية المشروعة يجب أن تؤطَر بالتزامات من قبل الطرفين لكي يكون ذلك هو العامل الرئيسي لنجاح واستمرار تلك العلاقة فإن أخل أحد طرفي العلاقة بتلك الالتزامات فيكون الطرف الثاني في حِل من العلاقة بأسرها ولا يكون ملزم بأي شيء للطرف الأول وهذا متعارف عليه عقلاً وشرعاً وعرفاً،وهنا أريد أن أذكر العلاقة التي تكون بين النبي الأعظم محمد (ص) وبين امته فلكي يحق لنا أن نطلب شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)في اليوم الذي لا غنى لأحد عن شفاعته فيجب قبل ذلك أن نوفر مستلزمات هذه العلاقة التي تجوز لنا طلب شفاعة الرسول الأعظم(ص) ومن هذه المستلزمات والأدبيات هو الالتزام بكل ما جاء به من تعاليم ووصايا وردت على لسانه المقدس في كتب الحديث الصحيحة وبعدم الالتزام بذلك يكون رسول الله (ص) في حِلٍ من هذه العلاقة عقلاً وشرعاً وعرفاً ومن جملة ما أوصى به الرسول الأكرم(ص)هو الحديث المشهور الذي يقول فيه(ص)((احمل أخاك على سبعين محمل فإن لم تجد فجد له محملاً آخر))ومن هذا الحديث الشريف أقول إلى الذين يشتمون العلماء ظلماً وجهلاً وعدواناً هل فكرتم أنه قد يكون هناك عذر شرعي للعلماء فيما يفعلون وترونه أنتم خاطئاً بل ومنحرفاً فكما قال الشاعر :
لعلَّ له عذرٌ وأنت تلومُ ....
فَمَنَ وصل منكم إلى المحمل الخامس وليس السبعين ..؟ كما طلب رسول الله(ص) فأطلب منكم الآن أن تحملوا العلماء والقيادات الإسلامية خمس محامل لا أكثر ، إن الله ورسوله يحب الورعين ويحب المتقين .
 

              

 

الرئيسية