أمير المؤمنين ( ع ) يُقدّم بدائل أصلح من الشتم


إن إحدى فلسفات وجود واستمرار الإمامة بعد ختم النبوة بالنبي الأعظم محمد (ص) هو أنَّ الإمام المعصوم يمثل الجهة الوحيدة التي تستطيع تقديم حكم الله الواقعي فبغياب المعصوم تبقى الأمة تتخبط حائرة تبحث عن العلاج المناسب لكل ما تتعرض له البشرية في مفردات حياتها اليومية ولذلك وبعد أكثر من ثلاث مائة عام من بعثة الرسول الأكرم(ص)إلى غياب الإمام المهدي(عج) كان الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين وخلال تلك الفترة قد وضّحوا القواعد والكلّيات والأسس العامة لكل ما تحتاج له البشرية ولذلك نستطيع أن نقول الآن أنه ما من واقعة إلا ولله فيها حكم يستنبط باستدلال علمي على ضوء الكليات التي وضعها الأئمة المعصومين عليهم السلام ومن هذه الجزئيات هو ما يخص بحثنا في ظاهرة شتم العلماء والشتم عامة هو أنه ورد عن أمير المؤمنين(ع)إنه سمع قوماً من أصحابهِ يسبّون أهل الشام فقال(ع)((إني أكره أن تكونوا سبّابين ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وابلغ في العذر وقلتم مكان سبكم إياهم اللهم احقن دمائنا ودمائهم))(شرح نهج البلاغة/ج11ص21) ،
إذن هكذا وجّه أمير المؤمنين(ع) وكان الشتم بحق أهل الشام الذين حاربوه وناصبوا له العداء وشقوا عصا المسلمين وولاية أمير المؤمنين(ع)،فيا ترى ما كان قوله(ع)وبماذا كان يوجه لو رأى أصحابه يشتمون علماء المسلمين والمدافعين عن ولاية أمير المؤمنين الذين يًعلَّمون شريعة سيد المرسلين(ص) ويتناقلونها جيلاً بعد جيل .


 

              

 

الرئيسية