مركز الصدرين للتقريب بين المذاهبالإسلامية

أهل البيت (ع)
نقطة التقاء المسلمين(1)
د. عبد الامير سليماني
باحث من العراق


من هم اهل البيت؟
قبل الشروع بالبحث لابد من تحديد مفهوم أهل البيت، وليتني تركت بحث هذا الموضوع لأن (أهل البيت(ع) ) أصبحوا حقيقة لا يشك فيها أحد الاّ المكابرون والنواصب، والاّ ما معنى عدم قبول الصلاة بدون الصلاة عليهم... كما يصور ذلك شعر الأمام محمد بن أدريس الشافعي بقوله:
يا آل بيت رســول الله حبكـم
فرض من الله فـي القرآن أنزلـه
  كفاكم من عظيم الشأن أنكم
من لم يصل عليكم لا صلاة له
أليس هم قربى النبي الكريم الذي به أهتدينا إلى الصراط المستقيم؟ وحتى يكون البحث متكاملاً أرتأيت أن امٍّر ولو سريعاً على سرد ما يتعلق بهذا الموضوع.. علماً بأنني لم أفرد له مبحثاً خاصاً به لأتحدث عنه تفصيلاً بل جعلته مدخلا للبحث.
فمفهوم (أهل البيت) (ع) جاء في القرآن الكريم بنص آية التطهير كما متعارف عليها.
(انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً).
فقد كادت أن تجمع التفاسير والمفسرون على أن أهل البيت المقصودين هم:
علي بن أپي طالب(ع).
فاطمة الزهراء بنت الرسول(ص).
الحسن المجتبى سبط النبي(ص).
الحسين الشهيد سبط النبي(ص).
وللدقة في الموضوع نستشهد ببعض هذه التفاسير المعتمدة:
1- ففي تفسير الطبري وتفسير الدر المنثور... ذكرا عن أپي سعيد الخدري قال، قال رسول الله(ص):
(نزلت هذه الآية في خسمة؛ فيّ وفي  علي وحسن وحسين وفاطمة) (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهير(2)).
وعن عطية عن أپي سعيد الخدري عن النبي(ص) في قوله تعالى: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) قال: جمع رسول الله(ص) عليا وفاطمة والحسن والحسين(ع) ثم أدار عليهم الكساء. فقال، هؤلاء أهل بيتي. اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وأم سلمة على الباب، فقالت: يا رسول الله ألست منهم؟ فقال: انك لعلى خير - أو إلى خير(3) .
وأبو أيوب الصيرفي، سمعت عطية العوفي يذكر أنه سأل أبا سعيد الخدري عن قوله تعالى: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) فأخبره أنها نزلت في رسول الله(ص) وعلي وفاطمة والحسن والحسين(4). وعن أپي داود عن أپي الحمراء، قال رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد النبي (ص) قال: رأيت النبي(ص) إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي وفاطمة فقال: الصلاة الصلاة (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)(5).
وفي المناقب للخوارزمي نقل عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ابيه عن النبي(ص) أنه قال لعلي(ع): "أنا أول من يدخل الجنة وأنت بعدي تدخلها والحسن والحسين وفاطمة... اللهم إنهم أهلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، اللهم اكلأهم وأرعهم وكن لهم، وانصرهم وأعنهم وأعزّهم ولا تذلهم، وأخلفني فيهم، إنّك على كل شيء قدير"(6).
وجاء عن انس بن مالك، أن رسول الله(ص) كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول: الصلاة يا أهل البيت "انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا"(7)
كما جاء في شواهد التنزيل نقلاعن ابن ابي عتيق عن جابر بن عبد الله. أن رسول الله(ص) دعا عليا وأبنيه وفاطمة فألبسهم من ثوبه ثم قال: "اللهم هؤلاء أهلي هؤلاء أهلي" (8).
وكذلك نقل عن جابر بن عبد الله الأنصاري قوله: كنت عند النبي في بيت أم سلمة، فأنزل الله هذه الآية "انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا" فدعا النبي(ص) بالحسن والحسين وفاطمة وأجلسهم بين يديه، فدعا عليا فأجلسه خلف ظهره وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " فقالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ فقال لها: إنك على خير. فقلت: يا رسول الله، لقد اكرم الله هذه العترة الطاهرة والذرية المباركة بذهاب الرجس عنهم، قال: يا جابر لانهم عترتي من لحمي ودمي. فأخي سيد الأوصياء، وأبنيّ خير الأسباط وابنتي سيدة النسوان، ومنا المهدي"(9)
كما جاء في صحيح مسلم عن يزيد بن حيّان عن زيد بن أرقم بعد ذكر حديث الثقلين: "اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله (وعترتي) وأهل بيتي. فقلنا. من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا، وأيم الله، إن المرأة تكون مع الرجل المصر من الدهر ثم يُطلّقها فترجع إلى أبـيها وقومها، أهل بيته أصله، وعصبته الذين حُرِمُوا الصدقة بعده"(10).
وعن ابن لهيعة: حدّثني عمرو بن شعيب أنه دخل على زينب بنت أبي سلمة فحدّثتهم أن رسول الله(ص) كان عند أم سلمة فدخل عليها بالحسن والحسين وفاطمة. فجعل الحسن من شقّ. والحسين من شقّ، وفاطمة في حجره، ثم قال: "رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد"(11)
لقد نقل أحاديث النبي(ص) التي تتعلق بفضائل أهل البيت(ع) البعيد والقريب وحتى من مال بوجهه عنهم فلم يستطع من أخفاء فضائل أهل البيت(ع) صراحة وعلَناً. فهذا سعد بن أبي وقاص(12) الصحابي الكبير الذي يعتبر من المسلمين الأوائل وممن هاجر إلى المدينة وشارك في حروب النبي (ص) .. نعم نقل احاديث عن النبي(ص) في حق أهل البيت وهوية أهل البيت رغم قلتها. فقد روى سعد بن ابي وقاص قال: قال رسول الله: "لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك" مخاطبا عليا.
في حديث "لا يدخل المسجد جنبا غير النبي وعلي" كما نقله صاحب كتاب "جامع المسانيد والسنن في الجزء الخامس صفحة 128".
كما جاء في ترجمة الأمام علي لأبن عساكر في الجزء الأول صفحة: 207 في حديث أهل البيت - المباهلة مع نصارى نجران... عن سعد قال: لما نزلت هذه : الآية "فقل تعالوا ندع أپناءنا وابناءكم..." دعا رسول الله(ص) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي (13).
وعن سعد نفسه قال: لما نزلت هذه الآية "انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا" دعا رسول الله(ص) علياً وفاطمة وحسناً وحسينا فقال: "اللّهم هؤلاء أهلي"(14) .
ثم يقول سعد بن أپي وقاص "نزل على رسول الله(ص) الوحي فأدخل عليا وفاطمة وابنيهما تحت ثوبه" وقال "اللهم هؤلاء أهل بيتي"(15).
ويذكر سعد ابن أپي وقاص حديث "سد الابواب وترك باب علي، حيث قال سعد : إنّ رسول الله سد أبواب الناس وفتح باب علي فقال في ذلك للناس: ما أنا فتحته ولكن الله فتحه"(16).
كما قال سعد: "أمر رسول الله بسد الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب علي"(17).
وكذا عن سعد بن أپي وقاص قال: "أخرج رسول الله عمه العباس وغيره من المسجد فقال العباس: تخرجنا ونحن عصبتك وعمومتك وتسكن عليا؟ فقال: ما أنا أخرجكم وأسكنه ولكن الله أخرجكم وأسكنه"(18).
وقال سعد أيضا: "قال رسول الله في علي بن أبي طالب ثلاث خصال وذكر حديث الطير"(19).
إن أحاديث النبي الكثيرة التي قالها بحق علي بن أبي طالب(ع) لا يمكن استيعابها كلها في هذا البحث المختصر، وانّ ما أنقله ماهو الاّ أمثلة في ذلك.. وأنقل الأحاديث عن طريق المدرسة الصحابية إذا صح التعبير وليس عن مدرسة أهل البيت(ع) وقبل ان اترك سعد بن أبي وقاص أنقل له هذا الحديث عن النبي(ص) حيث قال سعد: سمعت رسول الله يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. قال: فتطاولنا فقال: "أدعوا لي عليا فأتي به أرمد. فبصق في عينيه ودفع الراية اليه ففتح الله عليه"(20).
كما نقل الحديث في المسند الجامع عن سعد بن أپي وقاص نفسه قال: "سمعت رسول الله يقول لعلي: لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله"(21).
وفي هذا المجال ولهذا الحديث روايات متعددة وأعمال أنيطت بعلي من قبل الرسول الاكرم (ص) لا يسع الآن نقلها... وينقل سعد قال: عن النبي أنه قال لعلي "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى"(22).
وفي حديث آخر عن الحرث بن مالك. قال: أتيت مكة فلقيت سعد بن أپي وقاص، فقلت، هل سمعت لعلي منقبة؟ قال: قد شهدت له أربعا لأن تكون لي واحدة منها أحب الي من الدنيا أعمّر فيها مثل عمر نوح. وذكر الحديث "أن رسول الله بعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش فسار بها يوما وليلة ثم قال لعلي: أتبع أبا بكر فخذها وبلّغها، ورد عليّ أبا بكر، فرجع أبو بكر فقال يا رسول الله أنزل فيّ شيء؟ قال: لا، الا خيرا الا أنه ليس يبلغ عني الا أنا أو رجل مني أو قال: من أهل بيتي"(23).
وعن عامر بن سعد عن أبيه قال: "أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال: ما منعك أن تَسبَّ أبا تراب؟ فقال: أمّا ماذكرت ثلاثا قالهنّ له رسول الله فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب اليّ من حمر النعم - سمعت رسول الله يقول له: وقد خلـّفه في بعض مغازيه. فقال له عليّ: يا رسول الله، خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبوة بعدي"(24).
وفي نفس المصدر يكرر الحديث نقلا عن سعد بن أبي وقاص قال: "خلـّف رسول الله علي بن ابي طالب في غزوة تبوك فقال: تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي"(25) وبنفس الراوية بلفظ "بمنزلة هارون من موسى الا النبوة"(26).
ويقول سعد وهو ممن عاش مع علي والرسول الاكرم(ص) وعرفهما وفهم موقع علي في الاسلام ومنزلته من الرسول. ومنزلة أهل البيت(ع). وهو يقسم قسما شرعيا ويقول: اما والله إني لأعرف عليا، وماقاله له رسول الله. أشهد أنه قال لعلي يوم غدير خم ونحن قعود فأخذ بضبعه ثم قال: "أيها الناس من مولاكم؟ قالوا: الله ورسوله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم عاد من عاداه ووال من والاه"(27).
كما نقلت عائشة بنت سعد بن أبي وقاص، قالت: سمعت أبي يقول: "سمعت رسول الله يوم الجمعة فأخذ بيد علي فخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إني وليكم قالوا: صدقت يا رسول الله، ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: هذا وليّي ويؤدي عني ديني وأنا موالي من والاه ومعادي من عاداه"(28).
وأيضا نقلت عائشة بنت سعد هذه في مورد آخر عن أبيها سعد بن أبي وقاص قالت: قال: كنا مع رسول الله بطريق مكة وهو متوجه اليها، فلمّا بلغ غدير خم وقف للناس ثم ردّ من تبعه ولحقه من تخلـّف، فلما اجتمع الناس اليه قال: أيها الناس من وليكم؟ قالوا: الله ورسوله، ثلاثا، ثم أخذ بيد علي فأقامه ثم قال: من كان الله ورسوله وليه فهذا وليّه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه"(29)أهل البيت مرجعية الأمة وقيادتها المتميزة
حينما نراجع التأريخ وعلى مر العصور نجد  في بعض الاحيان ان السلطة لها وجودان: السلطة العلنية التي يديرها الرئيس أو الملك وسلطة أخرى تلعب من وراء الأستار، وأحيانا السلطتان متمركزتان بيد سلطة واحدة.
وفي الاسلام هناك قوة حقيقية وسلطة تملك هذه القوة، وإن لم يكن لها حركة، لكنها هي الرقيب على مصلحة الإسلام والمسلمين، والرقيب على تطبيق أحكام الاسلام، وعمل مايمكن عمله في سبيل ذلك. فالقرآن أشار إلى الولي والحاكم والسلطة التي يجب على المسلم الحقيقي والمؤمن الصالح الايمان بها والاعتقاد بها. كما في قوله تعالى "انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون"(30)
فلا خلاف في نزول هذه الآية بالامام علي بن أبي طالب(ع).
كما أن أئمة أهل البيت كانت تتوفر فيهم لياقات ومقومات الامامة والقيادة وفق النظرية الاسلامية.
حيث العقلية الاسلامية، والنضوج والدليل الشرعي الذي أكدته مدرسة أهل البيت(ع)، بل وحتى مدرسة الاجتهاد التي تقابل مدرسة النص، فأنها لا أظن تغض النظر عن هؤلاء الجهابذة العظام. فالسلطة في الاسلام لا تستمد من الناس أو من القوانين الوضعية، كما تصورها الديمقراطية الوثنية لدى اليونان. بل السلطة والقيادة في الاسلام مستمدة من الله تعالى، كما أن سلطة النبي(ص) مستمدة من الله تعالى، وتشريع الاسلام من الله سبحانه، كذلك السلطة التي يحكم بها الرسول(ص) مفوضة من الله تعالى وفق أحكامها.
فقد جاء في الحديث أن النبي(ص) قال:
أنا سيد النبيين وعلي بن أپي طالب سيد الوصيين والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة والائمة بعدهما سادات المتقين. ولينا ولي الله، وعدونا عدو الله، وطاعتنا طاعة الله، ومعصيتنا معصية الله عزوجل وحسبنا الله ونعم الوكيل(31).
وفي حديث ابن عباس (رض) قال: قال رسول الله(ص) لعبد الرحمن بن عوف: يا عبد الرحمن أنتم أصحابي وعلي بن أپي طالب مني وأنا من علي، فهو باب علمي ووصيي، وهو وفاطمة والحسن والحسين هم خير الأرض عنصرا وشرفا وكرما"(32).
وذكر الزمخشري: روي أن النبي لما دعا النصارى للمباهلة قالوا: حتى نرجع وننظر فلما تخالوا قالوا للعاقب وكان ذا رأيهم: يا عبد المسيح، ما ترى؟ فقال: والله لقد عرفتم يا معشر النصارى أن محمدا نبي مرسل، ولقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم، والله، ما باهل قومٌ نبيا قط فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم. ولئن فعلتم لتهلكن. وأنصرفوا فأتى رسول الله(ص) وقد غدا محتضنا الحسين آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها وهو يقول: إذا أنا دعوت فأمنـّوا، فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى، إنّي لأرى وجوها شاء الله أن يزيل جبلا من مكانه لازاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الارض نصراني إلى يوم القيامة، فقالوا: يا أبا القاسم، رأينا أن لا نباهلك وأن نقرك على دينك ونثبت على ديننا، قال: فإذا أبيتم المباهلة فأسلموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم، فأبوا. قال: فإنّي أناجزكم، فقالوا: مالنا بحرب العرب طاقة، ولكن نصالحك على أن لا تغزونا ولا تخيفنا ولا تردّنا عن ديننا على أن نؤدي اليك كل عام ألفي حلّة، ألف في صفر، وألف في رجب، وثلاثين درعا عادية من حديد.. فصالحهم على ذلك وقال: والذي نفسي بيده، إن الهلاك قد تدلّى على أهل نجران. ولو لا عنوا لمُسخوا قردة وخنازير، ولأضطرم عليهم الوادي نارا، ولأستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على رؤوس الشجر(33).
وجاء في شواهد التنزيل ج 1، 189 - 202 في الآية "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"(34)، عن علي (ع) قال: قال رسول الله(ص) : شركائي الذين قرنهم الله بنفسه وبي وأنزل فيهم "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول" فان خفتم تنازعا في أمر فأرجعوه الى الله والرسول واولي الامر، قلت: يا نبي الله، من هم، قال: أنت أولهم(35).
لقد أكد النبي (ص) على أن أهل البيت(ع) هم طرق النجاة... كما في حديث السفينة، حيث نقل حنش الكناني: سمعت أبا ذر(رض) يقول - وهو آخذ بباب الكعبة: من عرفني فأنا من عرفني ومن أنكرني فأنا ابو ذر، سمعت النبي(ص) يقول: ألا إنّ مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من قومه، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق(36).
ان الحديث في هذا المجال يجرنا إلى ذكر أحاديث كثيرة، نكتفي بذكر هذه.أهل البيت محل قبول كل المسلمين:
أهل البيت(ع) هم آل محمد، وأن رسول الله(ص) بعد واقعة الغدير جعل الامامة والولاية لعلي(ع) وناداه بالخلافة كما أعلنه أمير المؤمنين وناداه بالامارة وأعلنه سيدا للعرب وناداه بالسيادة.. كما أن الرسول لم يكتف بذلك بل بيّن أثنى عشر اماما وسماهم.. وهو ما أشار اليه البخاري في صحيحه الجزء التاسع ص 729 الحديث 2034 وكذا مسلم في صحيحه الجزء الثالث الحديث 1452 والترمذي في صحيحه الجزء الرابع الصفحة 501 وأبو داود في مسنده الجزء الثاني الصفحة 307 وأحمد في مسنده الجزء الأول الصفحة 398 والمتقي الهندي في كنزه الجزء السادس الصفحة 201(37) "ولا خلاف بين أئمة أهل البيت حول هذا العدد أو حقيقته والخلاف في تأويل هذا العدد"(38).
ولعل الخليفة عمر بن الخطاب في سقيفة بني ساعدة خاطب الانصار قائلا: إنه والله لا ترضى العرب أن تؤمركم ونبيها من غيركم ولكن العرب لا ينبغي أن تولي هذا الامر إلاّ من كانت النبوة فيهم وأولي الأمر منهم لنا بذلك على من خالفنا من العرب الحجة الظاهرة والسلطان المبين. من ينازعنا سلطان محمد وميراثه ونحن أولياؤه وعشيرته إلاّ مدلٍ بباطل أو متجانف لأثم أو متورط في هلكة".
إن المسلمين يعلمون ذلك ويؤمنون به قلبا ويقبلونه كليا ويقرون لعلومهم (ع).. فهؤلاء أئمة المذاهب الأربعة تتلمذوا على يد أئمة أهل البيت(ع).
فالإمام أبو حنيفة انقطع طوال عامين إلى مجلس الامام الصادق(ع) وهو يقول "لو لا السنتان لهلك النعمان". كما يذكر ابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول(39) وأستفاد من الامام الصادق جماعة من أعيان الأئمة وأعلامهم مثل مالك بن أنس وابو حنيفة.
وقال ابن حجر المكي في الصواعق(40) "و روى عنه (الامام الصادق) الإئمة الكبار كيحيى بن سعيد وأبن جريح ومالك السفياني وأبي حنيفة وقد لقب الامام بالصادق لأنه لم يعرف عنه الكذب قط كذلك فأن سفيان الثوري حضر مجلس الأمام وأستناد منه".
ولما كان الشافعي من تلاميذ مالك بن أنس وأحمد بن حنبل من تلاميذ الشافعي فمعنى ذلك أن الامام الصادق(ع) هو أستاذ أصحاب المذاهب الأربعة الذين يعمل بفقههم أخوتنا السنة.
وقد ورد عن الامام الصادق(ع) أنه قال لأحد محبيهم حيث أدعى الحب لأهل البيت(ع) من أي محبينا أنت؟ فسكت الرجل فسأله سدير الصيرفي وكم محبوكم يا أبن رسول الله؟ فقال على ثلاث طبقات: طبقة أحبونا في العلانية ولم يحبونا في السر، وطبقة يحبونا في السر ولم يحبونا في العلانية وطبقة يحبونا في السر والعلانية هم النمط الاعلى. والطبقة الثانية النمط الاسفل أحبونا في العلانية وساروا بسيرة الملوك فألسنتهم معنا وسيوفهم علينا.
والطبقة الثالثة النمط الاوسط أحبونا في السر ولم يحبونا في العلانية ولعمري لئن كانوا أحبونا في السر دون العلانية فهم الصوامون بالنهار القوامون بالليل ترى أثر الرهبانية في وجوههم أهل سلم وأنقياد.
قال الرجل: فأنا من محبيكم في السر والعلانية، قال جعفر (ع) إن لمحبينا في السر والعلانية علامات يعرفون بها. قال الرجل: وما تلك العلامات؟ قال(ع) : تلك خلال أولها أنهم عرفوا التوحيد حق معرفته واحكموا علم توحيده"(41)أهل البيت(ع): الصدق والأمانة
لقد عرف أهل البيت(ع) بالصدق والاخلاص والامانة حتى ان الامام جعفر بن محمد الصادق(ع) لقب بالصادق في زمانه الذي عاش والذي كثر فيه الحديث وانواع الكلام والنقل والتدوين وغير ذلك فلقبوه(ع) بالصادق لصدقه ولذا قال:
حديثي حديث أپي وحديث أپي حديث جدي وحديث جدي حديث الحسين وحديث الحسين حديث الحسن وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين(ع) وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله(ص) وحديث رسول الله قول الله عزوجل(42).
وقول الامام الكاظم(ع) في جواب خلف بن حماد الكوفي لما سأله عن مسألة مشكلة : والله، ما اخبرك الا عن رسول الله(ص) عن جبرائيل عن الله عزوجل(43).
وقول الامام علي بن موسى الرضا(ع) إنـّا عن الله وعن رسوله نحدّث(44).
ويشير الامام الباقر(ع) بقوله: أنـّا أهل بيت من علم الله علمنا، ومن كلمه أخذنا، وقول صادق سمعنا فإن تتبعونا تهتدوا"(45) وقد روى عن أئمة أهل البيت(ع) كبار العلماء ورواة الحديث كيحيى بن سعيد وأبن جريح ومالك السفياني وأبي حنيفة وقد أشرنا في حديث سابق لبعض من هذه الامور.
وليس هناك شهادة أكبر من شهادة الرسول الاعظم(ص) ولا أعظم شهادة من قوله(ص) كما رواه الترمذي ومسلم والدارمي وهم من أصحاب الصحاح الستة وكذلك أحمد في مسنده والبيهقي في سننه والحاكم في مستدركه والنسائي  في خصائصه وأبن سعد في طبقاته والخطيب في تاريخه وأبو نعيم في حليته والهيثمي في مجمعه وغيرهم أن رسول الله أبلغ المسلمين قبل رحيله: "اني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي".
فكان خطهم وحديثهم وسلوكهم وعاداتهم ومعاشرتهم كلها تنبع من الاسلام معصومون في ذلك.
كما أنهم ماعرفوا مطلقا في مخالفة الله تعالى وهذا ما أشار اليه محمد بن النعمان الملقب بالمفيد(رحمه الله) في كتاب أوائل المقالات "إن نبينا محمد(ص) لم يعص الله عزوجل منذ خلقه الله عزوجل إلى أن قبضه ولا تعمد له خلافا ولا أذنب ذنبا على التعمد ولا النسيان وبذلك نطق القرآن، وتواتر الخبر عن آل محمد وهو مذهب جمهور الامامية، ويذهب البعض إلى خلاف ذلك. وقال تعالى "إن الذين سبقت لهم منا الحسنى" (46) ثم قال سبحانه: "ولقد اخترناهم على علم على العالمين"(47) والانبياء والائمة من بعده(ص) معصومون في حال ثبوتهم وامامتهم من الكبائر والصغائر، والعقل يجوز عليهم ترك مندوب اليه على غير التعمد للتقصير والعصيان ولا يجوز عليهم ترك مفترض لان نبينا(ص) والائمة من بعده كانوا سالمين من ترك المندوب والمفترض قبل أمامتهم وبعدها".
ولهذا يقول الشيخ المفيد، فأما الوصف لهم بالكمال في كل أحوالهم فأن المقطوع به كمالهم في جميع أحوالهم التي كانوا فيها حججا لله على خلقه. منذ اكمل عقولهم إلى أن قبضهم، علما بأن آباء النبي(ص) (الذين هم آباء الائمة-ع-) من آدم كانوا موحدين على الأيمان بالله كما يذكر الشيخ المفيد. حيث أن النبي تنقل في أصلاب طاهرة إلى ارحام مطهرة(48).
لا تقبل الصلاة بدون الصلاة عليهم بعد النبي(ص)
لاغرو أن المسلمين أجتمعوا على أمور وافترقوا ببعض الامور ولقد أجتمع المسلمون على الواجبات كأصول الدين وفروع الدين وحب أهل البيت(ع) اذ أن حب أهل البيت من الواجبات التي أوجبها الباري سبحانه وجعل مودتهم أجــــــر النبي(ص): "قـــــل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى"(49) ويذكر ابن المنذر الذي أخرج الحديث وابن أپي حاتم وأبن مردويه في تفاسيرهم والطبراني في المعجم الكبير عن ابن عباس أنه لما نزلت هذه الآية (قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى)  قالوا: يارسول الله من قرابتك هؤلاء الذين أوجبت علينا مودتهم؟ قال: (علي وفاطمة وولداهما) (50).
وفي حديث آخر يقول النبي(ص) "لا يدخل قلب أمرئ مسلم ايمان حتى يحبكم لله ولقرابتي"(51).
والاحاديث في ذلك كثيرة وهو ماجاء بكتب الفقه المتعارفة لدى كافة المسلمين في وجوب  الصلاة عليهم.مبغض أهل البيت(ع)
لايعد مع المسلمين
وفي هذا المضمار وردت الاحاديث المتعددة فقد ورد عن جابر بن عبدالله الانصارى(رضي الله عنه) خطبنا رسول الله (ص) وهو يقول: "أيها الناس من أبغضنا أهل البيت حشره الله تعالى يوم القيامة يهوديا"52.
وورد الحديث نفسه في مكان آخر(53) عن جابر بن عبد الله الانصارى قال: خطبنا رسول الله(ص) فسمعته يقول: أيها الناس من أبغضنا أهل البيت حشره الله تعالى يوم القيامة يهوديا. فقلت: يا رسول الله وإن صام وصلى. قال وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم أحتجر بذلك من سفك دمه وأن يؤدي الجزية عن يدوهم صاغرون، إلى أن قال فاستغفرت لعلي وشيعته قال في مجمع الزوائد رواه الطبراني في الاوسط.
ثم أخرج ابن عدي والبيهقي في "شعب الايمان" عن علي قال: قال رسول الله(ص) "من لم يعرف حق عترتي والانصار فهو لاحدى ثلاث. أما منافق، وأما لزنية، وأما لغير طهور، يعني حملته أمه على غير طهور"(54).
لذا أحب أن أقول في مسألة بغض أهل البيت والسائر على دون تروية وتفكر فأقول: المعروف أن بني امية بعد اغتصاب الخلافة وجعلها ملكا عضوضا وملكية مستبدة قاموا بوضع أحاديث تسيء لاهل البيت(ع) وتنال من شخصيتهم وتزوير مناسباتهم وماجاء في صيام عاشوراء مثلا. وهو أمر مستهجن لمن أنصف وتأمل وفكر ولو قليلا.
فقد نقل حديث يرويه مسلم عن أبي قتادة (رض) أن رسول الله(ص) سئل عن صيام يوم عاشوراء فقال: "يكفر السنة الماضية" ونقل أيضا عن ابن عباس(رضي الله عنه) قال قدم رسول الله (ص) المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسئلوا عن ذلك فقالوا هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى وبني اسرائيل على فرعون فنحن نصومه تعظيما له فقال النبي(ص): نحن أولى بموسى منكم. فأمر بصومه. رواه مسلم أيضا. وهذا مع الاسف حينما يؤخذ على علاته يثير الاستغراب والعجب وهل أن النبي يأخذ دينه من اليهود وهل أن النبي هو المشرع؟ أم الله المشرع. هذا فضلا عن أن اليهود لا يصومون يوم عاشوراء ولم يسبق لهم أن صاموه. وقد صدر في هذا الخصوص كتاب (صيام عاشوراء) لمؤلفه جمال الدين بن عبد الله حيث حقق في الامر ومطالعة كتب اليهود والأسفار من العهد القديم ويبقى الكاتب حيرانا ومتعجبا متسائلا (أيعقل ان يقلد النبي(ص) اليهود ويصوم عاشوراء ويأمر أصحابه بصيامه وهو اليوم الذي صامه اليهود حسب "الادعاء" بينما ينهانا عن اتباع سنن أهل الكتاب!).
إذ روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري عن النبي(ص) قال: لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا حتى لو دخلوا حجر ضب أتبعتموهم، قلت يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟ وجاء في البخاري في باب قول النبي(ص) "لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء".
وعن أبي هريرة انه قال: "كان أهل الكتاب يقرأون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لأهل الاسلام. فقال النبي(ص) لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وما أنزل الينا وما أنزل اليكم...".
وإذن كيف يسأل النبي من اليهود عن سبب صيامهم في يوم عاشوراء ثم يصدقهم ويشرع الصيام في ذلك اليوم ويقول: "نحن أولى بموسى من اليهود".
ويذكر الكاتب في كتابه، أن البخاري أكد في حديث مروي في صحيحه عن ابن عباس قال: كيف تسأل أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل على رسول الله احدث تقرأ محصنا لم يشب، وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا ولا رأينا منهم رجلا يسألكم عن الذي أنزل اليكم.
بل ينقل مسلم في صحيحه حديثا رقم 1134 حين صام رسول الله(ص) يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا يا رسول الله أنه يوم تعظمه اليهود والنصارى. فقال رسول الله(ص): فاذا كان العام المقبل أن شاء الله صمنا اليوم التاسع قال: فلم يأتي العام المقبل حتى توفي رسول الله(ص).
كما جاء في كنز العمال حديث برقم 24230 لئن بقيت أمرت بصيام يوم قبله أو يوم بعده. ولم يأت العام القابل حتى توفي رسول الله.
وعلى الرغم من تضارب الروايات وتواريخها فبعضها يقول أن النبي(ص) صام يوم عاشوراء السنة الثانية للهجرة بعدها بعد علمه بصيام اليهود. كما أن الكاتب يدل بشكل علمي أن اليهود لم تصم عاشوراء ولأن تواريخها لا توافق هذا اليوم لما لهم حساب غير ثابت بسبب أضافة شهر إلى الشهور الاثني عشر كل مدة من الزمان حتى تتوافق أعيادهم بالربيع أو الشتاء ولعل القرآن يشير إلى ذلك في قوله تعالى: (أن عدة الشهور عند الله أثنى عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والارض منها اربعة  حرم ذلك الدين القيم فلا  تظلموا فيهن أنفسكم)   ثم يقول تعالى في آية أخرى "انما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ماحرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين) .
وبالتالي على فرض أن اليهود صامت عاشوراء فهذا يستدعي التلاعب بسنتهم مما يجعلهم يضيفون أو يزيدون ليوافقوا عاشوراء وهذا النسيء أشار اليه القرآن ووصفه بالكفر (انما النسيء زيادة في الكفر)  حيث النسيء بمعنى الزيادة وهذا يستدعي فيما اذا قلدهم المسلمون أن يوافقون اليهود ويقروهم على النسيء وهو ليس كفرا فقط بل زيادة بالكفر.
ثم يستنتج الكاتب وبتحليل جميل عدم صحة هذه المناسبات كإستواء سفينة نوح على الجودي وعبور بني اسرائيل البحر وهو عيد خروجهم من مصر ويثبت أن ليس هناك أي ندب للصيام سوى نكاية بالحسين(ع) وأهل بيته في يوم مصابهم.تذكير المسلمين بالولاء لأهل البيت(ع)
الحقيقة أن الولاء لأهل البيت(ع) هو الولاء للاسلام وللرسالة فهم الذين تحدث عنهم القرآن الكريم وتحدث عنهم الحديث الشريف "من أحبهم فقد احب النبي ومن أحب النبي فقد أحب الله".
الولاء لاهل البيت هو الانتماء للاسلام فيقول الحبيب المصطفى "والذي نفسي بيده لا يدخل قلب أمرئ الايمان حتى يحبهم لله ولقرابتهم مني".
ان الولاء لاهل البيت أمان من الانحراف وأتباع الهوى والعصبيات فهم حفظة الكتاب وحفظة سنة جدهم الرسول. فقال قال (ص) "النجوم أمان لاهل الارض من الغرق وأهل بيتي أمان لامتي من الاختلاف فاذا خالفتها قبيلة من العرب أختلفوا فصاروا حزب أبليس".كيف يكون الولاء؟
لابد أن يكون الولاء مبني على قاعدة عقائدية(55) ويؤمن بمنصب الولاية ويصرُّ على تطبيق الحقيقة الاسلامية بذلك فيسير على نهج أهل البيت محبا لمحبهم وعدوا لمبغضهم فيمتلك قلب المحب حبهم واحترامهم والتزامهم.
أهل البيت ملك الامة الاسلامية جميعا ليس لاحد دون أحد... لذا ينبغي مراجعة حياة أهل البيت(ع) وتدريسها في المدارس. نعم:
1- تدريس حياة أهل البيت(ع) في المدارس.
 2- التعليم والتعريف بفقههم إلى جنب المذاهب الاخرى.
3- دورهم في الحياة الاسلامية.
قال (ص):
"أدبوا أولادكم على ثلاث خصال:
حب نبيكم، وحب أهل بيته، وعلى قراءة القرآن"(56).
وقال النبي(ص): "لا يؤمن عبد حتى أكون أحب اليه من نفسه وتكون عترتي أحب اليه من نفسه ويكون أهلي أحب اليه من أهله وتكون ذاتي أحب اليه من ذاته"(57)----------------------
1 - بحث مقدم من قبل الدكتور زهير سليمان إلى المؤتمر العالمي الرابع للوحدة الاسلامية المنعقد في طهران - ربيع الأول 1422 - 1380هـ . ش .
2 - تفسير الطبرى 22/6.
3 - شواهد التنزيل : 2/38/657، تاريخ بغداد 10/278 وغيره.
4 - أسباب لنزول القرآن 368/696 وتاريخ دمشق (ترجمة الأمام الحسين (ع) ) 75/108.
5 - تفسير الطبري 12 الجزء 22/ 6 الفصل الرابع: تسليم النبي على أهل البيت وتخصيصهم بالأمر بالصلاة.
6 - المناقب للخوارزمي: 62/ 31.
7 - راجع. سنن الترمذي 5/352/3206 مسند ابن حنبل 4/516/13730 وفضائل الصحابة لابن حنبل 2/761/ 1340 و1341 وغيره كالمستدرك على الصحيحين 3/172/4748.
8 - المصدر 2/28/647.
9 - اهل البيت بالكتاب والسنة - محمد الري الشهري ص 43 عن كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر، لأبي القاسم علي بن محمد بن علي القمي (القرن الرابع الهجري).
10 - الصحيح مسلم: 4/1874/37.
11 - راجع المعجم الكبير: 24/281/713. والآية رقم 73 من سورة هود.
12 - سعد بن ابي وقاص هو سعد بن مالك بن أهيب من قريش الذي عاش ثمانين عاما بعد أن توفي عام 52 هـ أو 58 هـ وصلى عليه مروان بن الحكم والي المدينة آنذاك ودفن في البقيع وخلف وراءه ثروة تقدر بربع مليون درهم. كان أحد الشورى الستة الذين جعلهم الخليفة عمر بن الخطاب (رض) وقد طمع بالخلافة لنفسه بعد أن رأى كثرة الطالبين بها وهو يعد نفسه مثلهم بل لم يكونوا بأفضل منه، وعندما صارت الأمور للامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لم يبايع ولم ينصر الأمام(ع) مع علمه بمكانة علي ومنزلته في النبي(ص) وبعد شهادة الأمام أمير المؤمنين علي(ع) وأستتباب الأمور لمعاوية ابن أبي سفيان. بايع معاوية وما سأله شيئا الا اعطاه، وتمرّ الأيام ويذهب سعد وافدا للشام على معاوية ليستمع اليه يؤنبه ويبكته ويهينه. وهو أمر غريب من سعد أن يفد على معاوية الذي كان يتمنّى يوم فتح مكة بنظرة عطف من سعد ورفاقه. علما بأن سعد بن أبي وقاص ممن حضر السقيفة وسار على نهجها وعظّم وقدر في زمن الخليفتين الأول والثاني (رض) وعين واليا على الكوفة حتى جاء الخليفة عثمان بن عفان فعزله عن ولاية الكوفة فبنى له قصرا بالعقيق قرب المدينة اعتزل به (راجع البداية والنهاية 8/78،79، 80 كذلك دائرة المعارف الاسلامية 1/30 - 31.
13 - ترجمة الأمام علي لأبن عساكر1/207.
14 - المصدر السابق ص 208.
15 - المصدر، ص 210.
16 - راجع جامع المسانيد والسنن: 5/128.
17 - المسند الجامع ، ج 6، ص 130.
18 - ترجمة الأمام علي لأبن عساكر، 1/214.
19 - راجع سنن الترمذي 5/595ت الحديث 3721. "وكان عند رسول الله طير فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير فجاء علي فأكل معه".
20 - أبن عساكر - ترجمة الأمام علي 1/207.
21 - المصدر 6/129.
22 - جامع المسانيد والسنن 5/121.
23 - ترجمة الامام علي لأبن عساكر 1/214.
24 - المسند الجامع 6/126 - 127.
25 - المصدر السابق 6/127.
26 - المصدر السابق 6/128.
27 - ترجمة الأمام علي لإبن عساكر 1/211.
28 - المصدر السابق 1/212.
29 - راجع الغدير الجزء الاول، ص 31.
30 - المائدة/ 55 .
31 - أمالي الصدوق - ص 448 عن أبي الطفيّل عن الحسن(ع).
32 - ينابيع المودة. 2/33 - 973.
33 - تفسير الزمخشري - تفسير آية المباهلة.
34 - نساء / 59 .
35 - شواهد التنزيل - المصدر 1/189 - 202.
36 - المستدرك على الصحيحين، 3/163/4720.
37 - الخطط السياسية لتوحيد الأمة الأسلامية، أحمد حسين يعقوب، ص 354.
38 - المصدر السابق، عن الامامة والسياسة لابن قتيبة، ص 6 .
39 - المصدر المذكور، ص 218.
40 - الصواعق / ص 30 .
41 - تحف العقول / ص 325.
42 - الكافي: 1/53 - 14 عن حماد بن عثمان وغيره.
43 - المصدر السابق 3/94/1.
44 - رجال الكشي: 2/490/401 عن يونس بن عبد الرحمن.
45 - اهل البيت في الكتاب والسنة، ص 182، عن مختصر بصائر الدرجات.
46 - الانبياء / 101.
47 - ص / 47.
48 - أحمد حسين يعقوب - مصدر سابق ص 128.
49 - الشورى / .
50 - احياء الميت بفضائل أهل البيت للسيوطي، ص 4، كما ينقل ذلك الزمخشري وعدة من أصحاب التفاسير .
51 - المصدر أعلاه ص 7 .
52 - أحياء الميت مصدر سابق.
53 - مجمع الزوائد (9/172).
54 - كنز العمال 6/218، رقم الحديث 3820.
55 - راجع الغريفي - التشيع ص 607 .
56 - الصواعق المحرقة، ص 262 - 242.
57 - الصواعق المحرقة، ص 262 - 264.
 
 


مركز الصدرين للتقريب بين المذاهب الإسلامية