مؤلفات الإمام الشهيد السيد محمد صادق الصدر ( قدس سره)

رفع الشبهات عن الأنبياء (ع)  للسيد الشهيد محمد صادق الصدر (قد)

الرسول محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم )

الشبهة (35)
قال تعالى : (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّر.......َ)(الفتح: من الآية2) .
ما هو الذنب الذي قررت الاية الكريمة غفرانه للرسول المعصوم 0ص) ؟ .
الجواب : بسمه تعالى :هذا مذكور مفصلا ً في التفاسير . وله عدة وجوه :
ان المراد الذنوب ( الدقية ) لا الذنوب العامة .
ان المراد الذنوب باعتبار اعترافه بها تواضعاً لا ثبوتها حقيقة .
ان الخطاب الواقعي لغير النبي (ص) .
انه حمّله ذنوب أمته ثم غفر له . وهو مروي .
الشبهة (36)
قال تعالى ) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي .....)(غافر: 66).
قوله تعالى ( نُهيت )و ( لما ) القضية مسكوت عنها قبل النهي وأتيان البنات . مع العلم ان الرسول (ص) كرم الله وجهه عن عبادة سواه قبل البعثة ؟ .

الجواب : بسمه تعالى : هذه البنات ثابتة له منذ اول أمره فالنهي والاجتناب ثابت له منذ ذلك الحين . وليس طارئاً كما يتخيل السائل . وليس المراد بالبنات بالنبوة أو ما يحصل بعدها , ولم يقل ذلك في الاية .

الشبهة ( 37 )
قال تعالى : ( ... وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ)(لأعراف: من الآية188) . وقوله تعالى :( لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ .....)(التوبة: 101) .
ظاهر سياق الايتين الكريمتين ان الخطاب موجه الى الرسول (ص) وهي تسمه بعدم الاطلاع على الغيب وعدم معرفته بالمنافقين , فكيف ذلك وهو عنده (ص) علم الكتاب .
الجواب بسمه تعالى : يمكن ان يتلخص الجواب بعدة أمور محتملة :
ان المراد غير النبي وصح من باب : أياك أعني وأسمعي يا جارة .
ان هذا المعنى ثابت لولا اللطف الالهي .ولكن هذا اللطف متحقق فهذا المعنى غير ثابت علميا ً . وإنما نفيه رتبي لا أكثر .
ان كل ذلك يكون في إقدار الله سبحانه وإعلامه .فقد يكون ان الله سبحانه لا يريد ذلك في بعض الموارد , لمصلحة فيه .

الشبهة ( 38 )
قال تعالى : (وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً) (الاسراء:74) .
هذا الركون أليس هو ممتنع عن المعصوم (ع) حتى لو كان قليلا ً , اذ فيه معصية لله (عز وجل ) فبماذا تخرجون لنا هذه الاية الكريمة ؟ .
الجواب: بسمه تعالى :

ان هذا التثبيت موجود من أول الامر فالركون بقرينة كاد ولم يحصل حقيقة . فيكون هذا تعبيرا ً عن تعدد الرتبة لا أكثر .
ان الاية صريح بعدم حصول الركون بقرينة كاد ولم يحصل حقيقة .
ان الركون القليل قد تكون فيه مصلحة ثانوية يكون فيها صحيحا ً . كما لو جاملهم لاجل هدايتهم ونحو ذلك .

الشبهة ( 39)
قال تعالى : ()تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً.......) (الأحزاب:37) .

ذهب كثير من المفسرين الى التشنيع على الرسول (ص) في قصته مع زينب بنت جحش التي كانت تحت زيد . وهي لا يقبلها العقل والمنطص . وقد ضربوا بها عصمة الرسول (ص9 فكيف تفسرون لنا الاية , وتقولون بها فصل الخطاب ؟ .

الجواب : بسمه تعالى : لم يقصر السيد الطباطبائي في الميزان من إبراز وجه الصحة لذلك : قال :ومن ذلك يظهر ان الذي كان النبي يخفيه في نفسه هو ما فرض الله له ان يتزوجها لا هواها وحبه الشديد لها وهي بعد متزوجة ,كما ذكره جمع من المفسرين .

أقول : ويكون معنى ما الله مبديه : ان هذه الاية نزلت لبيانه وأمره بأن يتزوجها .
وقال : فظاهر العتاب الذي يلوح من قوله :وتخشى الناس والله احق ان تخشاه .... مسوق لانتصاره وتأييد أمره قبال طعن الطاعنين ممن في قلوبهم مرض , نظير ما تقدم من قوله : عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين .

الشبهة (40)
قال تعالى : (وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى ......) (الضحى:7)
ما المقصود بقوله ( ضالا ً ) ؟ .

الجواب : بسمه تعالى : له عدة وجوه منها :
ان يكون الخطاب لغير النبي (ص) .
ان يكون المراد التقدم الرتبي , يعني اقصد الى خلقته لو الهداية الإلهية .
ان يكون المراد المراتب العليا من الكمال . فان مرتبة فيها تعبير ضلالا ص بالنسبة الى ما فوقها .

الشبهة (41)

قال تعالى : ( تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ )(الكهف: من الآية28) )
وقوله تعالى : ( وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ )(المائدة: من الآية42) )
وقوله تعالى :( وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ)(طـه: من الآية131)
هذه الايات الكريمة في سياق الحديث مع الرسول (ص) - على الظاهر - وهي تنطوي على تعليمات أخلاقية وهي ممتنعة مع الرسول (ص) الموسوم بالكمال ؟ .

الجواب : بسمه تعالى :
ان يكون الخطاب عاما ً لسائر الناس .
ان التشريع وتوجيه الامر والنهي لا يعني احتمال العصيان . وانما يعني زيادة أهمية العمل .

الشبهة ( 42)
قال تعالى ( ...... حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ)(البقرة: من الآية214).
على أي وجه جاء قولهم مع الرسول (ص) : ( متى ) . فالاية تشعر انها جاءت على وجه الياس ( والعياذ بالله من الفهم الساذج ) وقلة الصبر ؟ .

الجواب : بسمه تعالى :
ان لا يكون المراد به النبي بل قائد ديني ولو لم يكن معصوما ص .
انه استفهام ساذج لتمني الخير .
انه نظر الى الاسباب , والمفروض انها مفسدة في الظاهر أكيداً . وقد سبق ان النظر الى الاسباب جبلي في الفطرة الانسانية .
لو نظرنا الى الاسباب حصل اليأس على ما هو المفروض . إلا ان العبارة بلا شك تدل على التفاؤل والامل بالله سبحانه على الرغم من صعوبة الاسباب .

الشبهة ( 43 )
قال تعالى (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ) (القلم:48) .

هل أوشك صبر الرسول (ص) على النفاذ حتى احتاج الى هذا الانذار المرعب ؟ .
الجواب :بسمه تعالى : كما قلنا في جواب الشبهة رقم ( 41) ونعه لا تكون الاية دالة على ذلك أطلاقا ً .

الشبهة ( 44)
قال تعالى : (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (يونس:99) .
هل حصل الاكراه من الرسول (ص) ؟. وكيف كان نوع الاكراه ؟. ولماذا لم يلتزم (ص) : (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ )(البقرة: من الآية256) ؟ .

الجواب :بسمه تعالى :لم يحصل ذلك أطلاقا ً إلا ما حصل من الحروب النبوية . والاية لا تريد بيان ذلك ولا الاحتجاج عليه وانما الذي يظهر منها : ان النبي (ص) لمدى حرصه على أيمان الناس , كان يود لو كانت له فرصة أكراه الناس على الايمان . فهي تنفي ذلك وان يبعد النبي ذلك عن ذهنه .

الشبهة (45)
قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ )(آل عمران: من الآية21) .
هل هذا يعني ان الانبياء يمكن ان يقتلوا بحق ؟ .

الجواب :بسمه تعالى : هذا يتوقف على وجود ما يسمى بمفهوم المخالفة في الاية وهو غير موجود , لان مفهوم الوصف باطل في علم الاصول .

الشبهة (46)
قال تعالى : (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الزمر:65) .
ظاهر الاية الكريمة ان هذا الايحاء المرعب موجه الى الرسول (ص)والى الانبياء من قبله ( عليهم السلام ) . فاذا قلنا بعصمتهم عليهم السلام .أصبح هذا الايحاء ( لغوا ً ) أعوذ بالله من الفهم الساذج . فبماذا ترفعون عنا هذه الشبهة .

الجواب : بسمه تعالى : هذا تحذير وهو موجود لكل أحد وهو في منزلة الانبياء بمنزلة الوحي ويمكن القول بانه ثابت في المرتبة السابقة على العصمة رتبة لا زماما ً اذ لولاه لما كانت العصمة , وهذا يكفي لدفع اللغوية .

الشبهة (47)
قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التحريم:1) .
ظاهر الاية الكريمة ان هناك عتاب موجه الى الرسول (ص) في قوله تعالى :( لِمَ تُحَرِّمُ ) . فهل حرم الرسول شيئا ً من الشريعة أمر الله عز وجل بحليته , واذا علمنا الجواب بـ ( كلا ) . فلماذا قال الله تعالى له (ص) : ( تُحَرِّمُ ) ؟ .

الجواب : بسمه تعالى : هذا التحليل غير منصوص بل هو ثابت بمقتضى القاعدة العامة وممضى من قبل الله , فاذا حرمه النبي على نفسه لا يكون قد حرم شيئا ً منصوص الحلية , وانما نسبه الله الى نفسه باعتبار الإمضاء له لا أكثر .

الشبهة (48)
قال تعالى : (وَلا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً) (النساء:107).
النبي (ص) يحب ما يحب الله سبحانه ويكره ما يكره الله سبحانه , فما معنى مجادلته (ص) عن هؤلاء المبغوضين ؟ .

الجواب : بسمه تعالى : هذا أيضا ً كما قلنا في إبراهيم (ع) (1) . من التمني والطلب لرحمة الله سبحانه للمذنبين , وهو ليس عيبا ً ولا نقصا ً وانما هذا من حسن الظن بالله وأجابه الله سبحانه في الاية ان هذا يوجد دونه المانع وهو ذنوب هؤلاء المجرمين , فيكون الله سبحانه لا يحبهم فمن فعل ذلك لا يستجيب الدعاء برحمتهم .
...............................
أسطر الشبهة ( 10 ) مما سبق .

السابق || التالي

السيرة الذاتية || الصور || المؤلفات || ما كتب حوله