مؤلفات الإمام الشهيد السيد محمد صادق الصدر ( قدس سره)

فلسفة الحج ومصالحه للسيد الشهيد محمد صادق الصدر (قد)

فلسفة الحج ومصالحه
في الإسلام

حوار فتوائي
مع
مرجع المسلمين زعيم الحوزة العلمية
آية الله العظمى
السيد الشهيد السعيد محمد محمدصادق الصدر
(قدس سره الشريف)

بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم
لهذه الرسالة تأريخ لابد من إثباته لأجل الحقيقة والتاريخ !
فقد حج أحد الأطباء المشهورين في النجف الاشرف إلى مكة المكرمة 1387هـ وحين عاد من حجه سألني عما إذا كنت أعرف مصدراً تعرف فيه مصالح الحج ووجوه الحكمة من أفعاله ، فوجدتني خالياً عن الجواب جاهلاً بوجود مثل هذا الكتاب! بين الكتب الإسلامية،فاعتمدت – حسن التوفيق الإلهي - على ما كان لدي من رؤوس أقلام من بعض المحاضرات التي ألقيتها في مدرسة العلوم الإسلامية للأمام الحكيم ( قدس الله سره ) فحولت العناوين إلى فصول ، والمختصرات إلى تفاصيل ،فكانت هذه الرسالة كمحاولة لملء هذا الفراغ المؤسف في الكتب الإسلامية،عسى الله أن يجعلها نافعة لإخواننا المؤمنين وقربة لوجهه الكريم انه ولي التوفيق .
ولعل الأنسب ونحن في مبدأ هذا الموضوع،أن نذكر مختصراً عن الخريطة العامة لأفعال الحج ، كما يراها الإسلام ويشرعها ليستطيع القارئ أن يضع كل فعل من أفعال الحج في محله الصحيح عند ما يرد اسمه في غضون هذه الرسالة .
الواجب على البعدين عن مكة بمقدار معين ، أنهم إن استطاعوا الحج ، أن يقصدوا الديار المقدسة لأدائه ، فيمرون على الميقات ، وهو المكان الذي خصصه رسول الإسلام(ص) لإحرام المسلمين-فيحرمون ،وذلك بالنية ولبس القماش غير المخيط –للرجال - ومن دون حلي وزينة للنساء ، مع ركعتين من الصلاة والتلبية بعدها (1) وبذلك يدخل الفرد في حال تؤهله للقيام بالأفعال المطلوبة ، ويحرم عليه الصيد البري واللذائذ الجنسية وغير ذلك .
يقصد بإحرامه مكة المكرمة،فيطوف حول الكعبة سبع مرات، ويستلم الحجر الأسود في


بدء كل شوط وفي الختام ، ثم يصلي ركعتي الطواف في مقام إبراهيم ( ع ) ثم يسعى بين الصفا والمروة - وهما جبلان مجاوران للمسجد الحرام تقريباً - سبع مرات ثم يقص من شعر شيئاً وتنتهي عمرة التمتع ...
ثم يحرم الحاج من مكة ، ويخرج إلى أرض عرفات فيبقى بها من زوال اليوم التاسع من ذي الحجة الحرام إلى غروبه ، ثم يذهب إلى أرض المزدلفة ، أو المشعر الحرام فيبقى فيه من فجر اليوم العاشر إلى طلوع الشمس وبذلك يبدأ عيد الأضحى . فيذهب إلى منطقة (( منى )) ليؤدي وظائف العيد الرئيسية الثلاث وهي رمي جمرة العقبة (1) والذبح والحلق ثم يرجع في ذلك اليوم أو غده إلى زيارة مكة لأداء طواف الحجج وركعتيه وسعي الحج وطواف النساء وركعتيه ، ثم يرجع إلى منى لبقى فيها اليوم الحادي عشر واليومين اللذين بعده ، ليرمي في كل يوم ثلاثاً من الجمرات ، وبانتهاء اليوم الثالث عشر – على أقصى تقدير – تكون أفعال الحج قد انتهت..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ونصها:((لبيك اللهم لبيك ،لبيك لا شريك لك لبيك،إن الحمد والنعمة لك والملك ،لا شريك لك لبيك))
 

السابق || التالي

السيرة الذاتية || الصور || المؤلفات || ما كتب حوله