ما كتب عن الشهيد السيد محمد صادق الصدر ( قدس سره)

الشهيد محمد محمد صادق الصدر: المرجع المظلوم

نعيش في هذه الأيام الذكرى السنوية لرحيل المرجع الديني المظلوم آية الله العظمى الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر(قدس سره)، وإيماناً منا بضرورة تكريم هذا الرجل الذي اقتحم جوّ الرعب الذي صنعه النظام المجرم في العراق، ومن ورائه كل أدوات الإرهاب العالمية التي زوّدته بكل وسائل الجريمة، ومن أجل أن نكون أوفياء لهذا الرجل العظيم، حريٌّ بنا أن نحيي ذكراه، وأن نتزوَّد من عطائه الفذّ، ومن أجل ذلك، نقدّم بين يدي القارئ الكريم هذه الكلمات التي صدرت بحقه من قبل آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله، والتي ذُكِرت فيها مواصفات للشهيد قد لا تتوافر في غيرها من الكلمات الأخرى. وأهمية ذلك تكمن:


أوَّلاً: أنها صدرت من مرجع ديني كبير له مكانته في العالم الإسلامي، وبحق مرجع آخر له مكانته أيضاً، وهذه المسألة تحظى بأهمية كبيرة لو نظرنا إليها مقارنةً بالكثير من الحالات التي رأينا فيها أحجام الكثير من المواقع المهمّة في ساحتنا، وهي تأبى أن تقف إلى جانب عظمائها، ومن منطلقات شتى، وبمعاذير قد لا ترقى إلى مستوى القبول، ولكنّا رأينا المرجع الديني الكبير، السيد محمد حسين فضل الله، يتجاوز كل اعتباراته، وينظر إلى حركة مرجع آخر على أنها أمل للإسلام، فيصرّح لصالحها، ويدعمها من دون أدنى تردد أو وجل. وهذا الأمر لو قايسناه بالظروف التي صدرت بها هذه المواقف، لعرفنا القيمة الكبيرة التي تحملها كل كلمة من هذه التصريحات.

ثانياً: أنها حملت الموقف الثابت والواضح من قبل سماحة السيد فضل الله تجاه حركة الشهيد(قدس سره)، سواء كان ذلك قبل استشهاده أو بعده، فسماحة السيد فضل الله واكب حركة الشهيد في أيامها الأولى مؤيداً لها، ولاسيما فتواه الشهيرة بدعم صلاة الجمعة، ومن ثم استمرار هذا النهج إلى ما بعد استشهاده على الوتيرة نفسها. كل ذلك دليلٌ على الموقف المبدئي الذي يحمله سماحة السيد فضل الله، والذي ينبع من تشخيصه للموقف الشرعي الذي ينبغي أن يكون عليه تجاه حركة السيد محمد صادق الصدر(قدس سره).

ثالثاً: أن هذه الكلمات انطلقت من رجل عُرف بخبرته الكبيرة في العمل الإسلامي، بل يعتبر من أكبر المنظِّرين الحركيين العاملين في سبيل الله، فحينما يتحدث عن مشروع الصدر الثاني(رض)، فهو حديث الخبير الذي ينظر إلى المسائل بعمق وموضوعية، ويقيِّمها من موقع المسؤولية.

رابعاً: أن هذا الكراس شهادة تأريخية بحق السيد فضل الله في أنه أثبت قدرته التي عُرف بها في تقييم الأحداث وبالصورة الحقيقية، ففي الوقت الذي عرف عن الكثيرين أن الغبش قد أصابهم تجاه حركة الشهيد الصدر الثاني(رضي الله عنه)، بل لعل البعض إلى الآن لا يزال غير قادر على تلمس الرؤيا الواضحة، في هذا الوقت، كانت النظرة الثاقبة والصحيحة لسماحة السيد فضل الله(دام ظله) ترى الأمور بصورتها الطبيعية، وتتحدث عنها بشكل واضح. وهذا دليل على قدرة هذا الرجل بصفائه الروحي وذكائه الفذّ على تلمس الحقيقة وإعطائها صورةً واضحة لمن يطلبها.

ولا نطيل عليكم الحديث، ونترككم مع هذه الصفحات لكي تطّلعوا على الحقيقة كما هي، سائلين المولى سبحانه أن يوفقنا جميعاً لخدمة دينه ونيل مرضاته، وهو القائل عز وجل: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوّاً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين}[القصص/83].
 

السيرة الذاتية || الصور || المؤلفات || ما كتب حوله