مركز الصدرين لحوار الحضارات والأديان

تحديات أزاء المسلمين في ألبانيا


بحسب إحاصاءات عام 1989، فان الخارطة الدينية لألبانيا تفيد ان المسلمين يشكلون 70% سبعين بالمائة من سكانها، والأرثوذكس 20% عشرين بالمائة، والكاثوليك 10% عشرة بالمائة، ولذلك نجد ان الرئيس الجمهورية يكون دوماً من المسلمين، فيما رئيس الوزراء من الأرثوذكس، ورئيس البرلمان من الكاثوليك، وذلك في اتفاق غير مكتوب بينهم.
وفي كل الأحوال فان الفقر يوجد الجميع، حيث تفيد الاحصاءات ان البطالة قد زادت نسبتها عن 40%، وأن أكثر من 60% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، وأن متوسط دخل الفرد لايزيد عن خمسين دولاراً شهرياً، تدهور الأوضاع الاقتصادية يلحظه المرء في كل ألبانيا.
اسعد طه (مقدم برنامج):
لو كنت قد زرت البانيا قبل عشر سنوات، ثم زرتها اليوم لوجدت الشعب الألباني مازال كما كان، أفقر شعب في أوروبا، وبعد هذه السنوات الطويلة من سقوط الشيوعية، وقد زادته أحداث انهيار شركات توظيف الأموال عام 1997 سوءاً، وهي الأحداث التي راح ضحيتها 1500 (ألف وخمسمائة ) مواطن، وفقد فيها نصف الشعب مدخراته، ولذلك لا نندهش اذا علمنا أن عائلة من كل اثنتين تعتمد في حياتها على دخل واحد من أفرادها - على الأقل - يعمل خارج البلاد، وأن في عام 1998 - على سبيل المثال - بلغت المساعدات الأجنبية لألبانيا ثمانية وأربعين مليون دولار، وهو ما يفسر لنا كيف أن ألبانيا تصدر ما تزيد قيمته عن مائتي مليون دولار في السنة، فيما تستورد ما تزيد قيمته عن ثمان مائة مليون دولار، وهو أمر منطقي في ظل دولة تفيد الأوراق الرسمية أن أقل من 10% عشرة بالمائة من أبنائها يعمل في مجال التصنيع، وهو القطاع الذي تضرر كثيراً في أحداث عام 1991.
تعيش ألبانيا أنبهاراً حضارياً بايطاليا ويراود معظم أبنائها سيل جموح لأسباب إقتصادية الى هذا البلد الجار. كما تعاني من خضوع سياسي واضح لليونان التي تفرض ضغوطاً متنوعة منها الديني.
الأب نيكولا ماركو (كاثوليكي):
إن أسلوب الطقوس هو أحد وسائل تدمير الأمة، حيث يتم تحويل الكثير من المسلمين الى الديانة الأرثوذكسية، وذلك بعد أن أوهموهم بان عليهم تغيير دينهم اذا ما أرادوا الحصول على وظيفة في اليونان الأرثوذكسية وهو أمر غير مسموح به في الإنجيل، إنهم يطلبون منهم تغيير أسمائهم، ثم يقومون بتعميدها.
أسعد طه:
المشكلة أن هذا النشاط التبشيري السياسي - إذا صح التعبير - يمتد في أنحاء الجنوب وإذا عدنا الى (سار ندا) وهي المدينة ذات الغالبية المسلمة سنجد كنائس متعددة، وأطلال مسجد واحد دمر في ظروف مجهولة، وسنعلم أن هيئات الإغاثة الإسلامية منعت من ممارسة نشاطها في المدينة، وسيكون ملاحظاً في المنطقة كلها الجهود المبذولة لتغيير الهوية.
والواقع أن بإمكان العالم الاسلامي إستيعاب هذا البلد الاوربي المسلم بكفاءةً أعلى بكثير من الحاصل حالياً، ومديد العون له بمختلف ألوان المساعدات والدعم عملاً بالمبادئ الإنسانية من الأخذ بيد الضعيف وتكريساً للمشاعر والثقافة الأسلامية لدى الشعب الألباني.
الانتماء الجغرافي يفيد أن ألبانيا أوروبية، والانتماء العقائدي يفيد أنها اسلامية سبعين بالمائة 70% من سكانها عضواً في منظمة المؤتمر الاسلامي، الأمر الذي أفرز خطوة حماسية من قبل رئيسها حينذاك صالح بريشا، تقرّب فيها للمسلمين غير ان العالم العربي والاسلامي - كالعادة - لم يقدم له شيئا، فيما حسبته أوروبا حساباً شديداً على موقفه هذا، حتى أن هناك من يقول: أن أحداث انهيار شركات توظيف الأموال عام 1997، والإطاحة بصالح بريشا انما كانت تدبيراً أوروبيّاً عقابيَّاً على دوره التقاربي مع العالم الاسلامي، على الرغم من محافظته على ولائه للغرب.
في (تيرانا) التي باتت عاصمة لألبانيا منذ عام 1920، واقترب عدد سكانها من نصف مليون نسمة، نفهم ان العالم العربي - في الواقع - قدّم على الأقل على المستوى الشعبي الممكن من المتاح، وها هي مجموعة من الشباب العربي تعمل في إدارة هيئات إغاثية اسلامية، وفي ظل ظروف شديدة التعقيد، فحكوماتهم تنظر اليهم بعين الشك من أن يكونوا منضويين تحت عباءة جماعات إسلامية معادية لها، كما أن الفوضىالإدارية والأمنية - التي تعيشها ألبانيا - تزيد الأمر سوءاً، فضلا عن عملهم بجانب المنظمات الدولية الأخرى غير المرحبة بهم.
محمد الوعي:
أولاً: نحن هنا مجلس تنسيقي ينسق بين المؤسسات الإسلامية الموجودة على الساحة الألبانية هنا، وهذه المؤسسات كلها مؤسسات شعبية، يعني قائمة على استجلاب الدعم من أهل الخير، ومن أبناء الخير من بلاد العالم الإسلامي في شتى ربوعه، يعني تعرض مشاريع مختلفة مدعومة بالأوثقة على بعض المتبرعين من أهل الخير في مشروع الايتام، مشروع التعليم الى أخره. أهل الخير من أبناء المسلمين من التجار الخيريين ومن غيرهم ومن المتبرعين يقومون بإرسال مندوب أو يأتون بأنفسهم أو يستقصون الحقائق حتى يتأكدوا من صحة ومصداقية هذه المبادرات، ثم بعد ذلك يقومون بتمويل هذه المشاريع لفترة معينة أو لفترة مفتوحة. فما هي إلا مؤسسات شعبية قائمة على أكتاف أهل الخير من بلاد العالم الإسلامي، وعلى تبرعات أهل الخير وليست لها علاقات بالحكومة.
أسعد طه ( مقدم برنامج):
عشرات الأعمال والمشاريع قدمتها الهيئات الإسلامية على مدار السبع سنوات الماضية وما زالت، وفي المجالات الاجتماعية والصحية والتعليمية.
الشيخ صبري كوتشي:
من أهم الاحتياجات تجهيز الطلاب بالعلم والعلماء، يعني لكي يكونون قائمين بإرادتهم وقوتهم الروحانية، يعني يطلبوا الدعاء بالمعلمين، معلمين القرآن والدين، نحتاج للمعلمين، ولكن المعلمين موجودون والذي ينقص هو الرواتب الشهرية.
أسعد طه:
غير ان المأخوذ على الدور الإسلامي الشعبي انه حصر نفسه اجتماعيّاً وثقافياً، دون أن تكون له أبعاد اقتصادية أو سياسية مؤثرة.
عبدي باليتا:
إن اليونايين يسرقون أسماءنا وشخصياتنا وتاريخنا وهويتنا، إننا في حاجة الى التضامن الإسلامي، ربما نحن نعاقب الآن لكوننا لسنا مسلمين صالحين، ولكن هذا ليس خطأنا، إننا أطفال اذا ما قورنا بالدول الاسلامية الأخرى، نحن نحتاج تفهمّا ومساعدة مع استثمارات، إن الدول الإسلامية شديدة البطء، لكنّ الهيئات الإسلامية أدت عملا طيباً، لقد ساعدوا الجميع بغض النظر عن الدين.
أسعد طه:
هذه هي ألبانيا اليوم، تنوع عرقي داخلي، ومعاناة اقتصادية خانقة، وطبقة صغيرة تهيمن على المال والحكم، وتشتت قومي في الخارج، وخلافات مع الجيران، هذه هي ألبانيا اليوم: دولة ذات غالبية مسلمة، وأقلية أرثوذكسية محاطة ببلاد ذات غالبية أرثوذكسية، وأقلية مسلمة.
----------------------------------------------
المصدر : فضائية الجزيرة باختصار
 

الرئيسية  | موسوعة الصدرين لحوار الأديان |  العودة للصفحة السابقة