مركز الصدرين لحوار الحضارات والأديان

المؤسسات الإسلامية في الغرب والتحديات الجديدة
حصاد عام من أنشطة مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية



عقد مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية احتفاله الخيري السنوي السابع يوم السابع من أكتوبر في كل من واشنطن وكاليفورنيا تحت عنوان "مسلمو أمريكا: الصمود في وجه العاصفة" وحضره أكثر من ألف مؤيد للمجلس.
وقد تحدث في الحفل عدد من الشخصيات كان في مقدمتهم نهاد عوض المدير العام للمجلس الذي دعا المسلمين والعرب المقيمين في أمريكا للتوحد والتحرك إعلامياً وسياسياً لمواجهة حملة تشويه سمعة الإسلام والمسلمين الراهنة، موضحاً أن ردة فعل مسلمي أمريكا تجاه الأزمة الراهنة برهنت على التقدم السياسي والإعلامي الكبير الذي حققوه خلال السنوات الخمسة الماضية.
كما طالب عمر أحمد ـ رئيس المجلس ـ الحضور بالتحرك لتعريف الإسلام للرأي العام، لافتاً الانتباه إلى الإقبال الكبير على معرفة الإسلام والمسلمين خلال هذه الفترة. وأوضح أن وكالات الإعلام الأمريكية زادت نشاطها لسد الفجوة الموجودة لدى الرأي العام عن الإسلام، وقال: "هناك فرصة كبيرة لتعريف الأمريكيين بالإسلام، وإذا لم يستغل المسلمون هذه الفرصة فسوف يتركون للإعلام الأمريكي الباب مفتوحاً على مصراعيه لسد هذه الفجوة المعرفية".
وكانت سنثيا ماكيني عضوة مجلس النواب عن ولاية جورجيا المتحدثة الرئيسة في حفل كاليفورنيا، وقد لاقت ترحيباً من الحضور لمواقفها المساندة لقضايا الإسلام والمسلمين ولتحديها ـ خلال خطابها ـ منتقدي علاقتها الوثيقة بالمجتمع المسلم الأمريكي.
قدم مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) لأعضائه ومسانديه من المسلمين والعرب بياناً بحصاد إنجازاته خلال العام الماضي (أكتوبر 2000م ـ أكتوبر 2001م) الحافل بالعديد من المواقف التاريخية، وعلى رأس تلك المواقف والأحداث الفاصلة نشأة أول كتلة انتخابية مسلمة أمريكية موحدة خلال الانتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة، وكفاح مسلمي أمريكا لزيادة معدلات مشاركتهم السياسية وزيادة وعيهم بحقوقهم وحرياتهم المدنية وبأساليب الحفاظ على تلك الحقوق والحريات، ونضالهم المستمر لمساندة انتفاضة الأقصى، ثم المواقف العديدة والمشرفة التي اتخذها مسلمو أمريكا؛ منظمات وأفراداً ـ بعد أحداث سبتمبر الأخيرة ـ لتبرئة الإسلام وللحفاظ على ما بنوه من إنجازات، تلك الأحداث التي غيرت التاريخ الأمريكي وأنتجت موجة من العنف المضاد ضد المسلمين في أمريكا.
وقال المجلس في بيان إنجازاته: نحب أن نسجل تقديرنا وإعجابنا بردة فعل المواطن المسلم الأمريكي العادي والتي تجلت فيما قام به هذا المواطن الواعي من جهد خلال السنوات الماضية لتوعية ذاته بهويته الإسلامية وبأساليب التفاعل الإيجابي مع مجتمعه الأمريكي، وأثبت أنه يستعد في سنوات قليلة قادمة للعب دور قيادي داخل مجتمعه الأمريكي وأمته الإسلامية وعالم القرن الحادي والعشرين.
وعدَّد المجلس بيان الإنجازات ومنها:
ـ خلال شهري أكتوبر ونوفمبر عام 2000 شارك مجلس العلاقات المسلمة الأمريكية (كير) المنظمات المسلمة الأمريكية السياسية الكبرى في تشكيل أول كتلة انتخابية مسلمة أمريكية في التاريخ، بتوحيد كلمة مسلمي أمريكا والتصويت لمرشح رئاسي واحد، الأمر الذي أدخل مصطلح الكتلة الانتخابية المسلمة الأمريكية قاموس السياسة الأمريكية، وجعل من مسلمي أمريكا قوة سياسية موحدة تسعى الأحزاب المختلفة إلى اجتذابها.
ـ في شهر ديسمبر عام 2000م وعلى مأدبة إفطار رمضانية أقامتها وزيرة الخارجية الأمريكية لقادة المنظمات المسلمة الأمريكية قدم إبراهيم هوبر ـ مدير الإعلام ـ لوزيرة الخارجية خطاباً رسمياً يطالبها فيه باتخاذ مواقف حاسمة تجاه نشاط الجمعيات اليهودية المتطرفة بالولايات المتحدة.
ـ في شهر ديسمبر بدأ المجلس حملة كبيرة ضد شركة بست باي وهي واحدة من أكبر شركات بيع المصنوعات الإلكترونية والكهربائية الأمريكية دفاعاً عن موظفة مسلمة بالشركة تعرضت لمضايقات جنسية على يد رئيسها بالعمل.
ـ في 13 يناير نظم مكتب المجلس بنيويورك دورة تدريبية لشرطة الولاية حول الإسلام وكيفية التعامل مع المسلمين ومقدساتهم.
ـ في 26 يناير أعلن المجلس أنه توصل لاتفاق مع شركة أفلام برمونت ـ وهي إحدى أكبر شركات صناعة الأفلام الأمريكية ـ يقضي بإسقاط الهوية الإسلامية عن أشرار فيلم "مجموع كل المخاوف" الذي تنتجه الشركة ويحكي قصة مجموعة من الإرهابيين يحاولون تفجير نهائي بطولة كرة القدم الأمريكية، وقد أعلن المجلس أنه توصل إلى هذا الاتفاق بعد عامين من الاتصالات مع الشركة الكبيرة.
ـ في 2 فبراير أعلن المجلس عن نجاحه في حل أربع قضايا تمييز ضد طلاب ومدرسين مسلمي أمريكيين بثلاث ولايات أمريكية، حيث تدخل المجلس لضمان ديانتهم ومتطلباتها بحرية داخل مدارسهم.
ـ في 8 فبراير بدأ المجلس حملته السنوية للترويج للحج كأحد أكبر المناسبات الإسلامية في الإعلام الأمريكي كجزء من جهوده لتقديم صورة صحيحة وواضحة عن الإسلام والمسلمين للمجتمع الأمريكي.
ـ في 15 من فبراير أبدى المجلس تحفظه على اجتماعات عقدها بعض جماعات الضغط المهتمة بأوضاع حقوق الإنسان في السودان بأعضاء الكونجرس؛ بهدف صياغة السياسة الأمريكية المستقبلية تجاه السودان بعد أن منع ممثل للمسلمين الأمريكيين من حضور الاجتماعات.
ـ في 19 فبراير أعلن المجلس عودة 31 عاملاً صومالياً مسلماً إلى عملهم بشركة "مزارع سلفاست" بمدينة أطلانطا بولاية جورجيا بعد أن تركوه حوالي أسبوعين احتجاجاً على منعهم من تأدية الصلاة خلال أوقات العمل، وذلك بعد أن تدخلت بعض المؤسسات المسلمة بأطلانطا لمساندتهم مادياً ومعنوياً، وتدخل المجلس لإقناع مدير الشركة بضرورة الاستجابة لحاجات العمال المسلمين الدينية.
ـ في السابع من مارس أهاب المجلس بالمسلمين والعرب في أمريكا وخارجها بالمشاركة في استفتاء تجريه إحدى أكبر المؤسسات الإعلامية الأمريكية (MSNBC.com) حول أفضل اللقطات الصحفية لعام 2000 والتصويت لصورة الشهيد محمد الدرة والتي حاولت الدعاية الصهيونية التقليل من أهميتها حتى لا تكون شاهداً على فظائع الاحتلال للأراضي الفلسطينية.
ـ في 19 مارس طالبت ثمانٍ من أكبر المؤسسات المسلمة الأمريكية كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة بإنشاء محكمة جرائم حرب لمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة على غرار المحاكم التي أنشئت في يوغسلافيا ورواندا، وقد نشرت المنظمات المسلمة الأمريكية خطابها في إعلان على صفحة كاملة بجريدة الواشنطن تايمز يوم 19 مارس.
ـ في 4 أبريل توصل مسؤولو مكتب المجلس بولاية تكساس الأمريكية بالتعاون مع المنظمات المسلمة في الولاية إلى اتفاقية مع أكبر صحف الولاية وهي صحيفة دالاس مورنينج نيوز الشهيرة ـ والتي تعد واحدة من أكثر الجرائد شهرة بالولايات المتحدة ـ حول الأسس التي يجب أن تراعيها الجريدة عند تغطية أخبار المسلمين والعرب بالمدينة وخارجها، وحول أهمية بناء علاقة تعاونية بين الجريدة ومسلمي المدينة، بعد أن ساد التوتر تلك العلاقة بسبب انحياز الجريدة ضد قضايا المسلمين والعرب في أكثر من مرة.
ـ في 19 أبريل نجح مكتب المجلس بولاية أوهايو بالتعاون مع المنظمات المسلمة والعربية بالولاية في إقناع جيم ميك جرجر عمدة مدينة جاهانا بولاية أوهايو بإنزال علم الكيان الصهيوني بعد أن تم رفعه ليوم واحد ـ بساحة أعلام المدينة ـ في ذكرى اليهود الذين قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية. وكان وفد مسلمي الولاية قد تقابل مع عمدة مدينة جاهانا لشرح موقف مسلمي الولاية من رفع العلم بإحدى مدن ولايتهم، حيث أوضح الوفد لعمدة المدينة أن العلم الصهيوني كما جاء على لسان أحمد الأخرس مدير مكتب كير بأوهايو ـ "يمثل رمزاً للظلم الجاري الذي يعانيه المسلمون والمسيحيون في فلسطين".
ـ في 25 أبريل أعلن المجلس نتائج دراسة "المساجد في أمريكا" والتي أعدها بالتنسيق مع معهد هارتفورد لدراسات الأديان وبالتعاون مع المنظمات المسلمة الكبرى على مدى عامين، وتعتبر الدراسة الأكبر من نوعها عن المساجد في أمريكا.
ـ في 2 مايو بدأ المجلس حملة ضد اللجنة اليهودية الأمريكية وهي واحدة من أكبر المنظمات اليهودية الأمريكية لإصدارها كتاباً مليئاً بالمفاهيم المغلوطة عن الإسلام والمسلمين بدعوى دعم حوار الأديان، وقد شكك المجلس في هوية ومصداقية مؤلف الكتاب وفي نوايا اللجنة من وراء إصدار الكتاب.
ـ في 24 مايو صعّد المجلس من حملته للضغط على الحكومة لتغيير انحيازها المطلق للكيان الصهيوني ووقف استخدامها لأموال دافع الضرائب في تمويل الاحتلال للأراضي الفلسطينية، وقد أطلق المجلس نداءً عاماً لمسلمي وعرب أمريكا والعالم يحثهم على الاتصال بالإدارة الأمريكية في حملة ضغط شعبي وجماهيري عالمية.
ـ في 5 يونيو اعتصم قادة العديد من المنظمات المسلمة الأمريكية أمام مدخل وزارة الخارجية الأمريكية اعتراضاً على سياسة أمريكا المنحازة تجاه الكيان الصهيوني.
ـ في 26 يونيو اعتقلت شرطة العاصمة قادة أكبر المنظمات المسلمة الأمريكية ومن بينهم نهاد عوض المدير العام لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية لتنفيذهم عصياناً مدنياً أمام البيت الأبيض اعتراضاً على استقبال البيت الأبيض لشارون الذي طالب الزعماء المسلمون بمعاملته كمجرم حرب.
ـ في 26 يونيو اعتذر الرئيس بوش على لسان المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض أري فليشر للجالية المسلمة الأمريكية على خطأ أمني طرد على أساسه أحد أعضاء وفد من المنظمات المسلمة الأمريكية كان مجتمعاً بمسئولين بالبيت الأبيض من الاجتماع.
ـ في 17 يوليو أعلن المجلس توصله لحلول قضايا تمييز تعرض لها مسلمون في أربع ولايات أمريكية.
ـ في 27 يوليو بدأ المجلس حملة ضد لجنة مكافحة التشويه الأمريكية وهي إحدى أكبر الجماعات السياسية اليهودية لهجومها على المرشح الجمهوري لرئاسة ولاية نيوجرسي برت شندلر لتقربه من مسلمي الولاية، وقد اتهم المجلس اللجنة بمحاولة إقصاء المسلمين الأمريكيين سياسياً ومخالفتها لقواعد الديمقراطية الأمريكية.
ـ في 3 أغسطس شن المجلس حملة على عضو الكونجرس توم لانتوز لاتهامه للرسول صلى الله عليه وسلم بخيانة وعوده في صلح الحديبية، وسرعان ما أعلن عضو الكونجرس اعتذاره وطالب المجلس المسلمين والعرب بالاستمرار في حملتهم، واعتبر اعتذار عضو الكونجرس اعتذاراً ملتوياً.
ـ في 22 أغسطس أعلن المجلس نتائج تقريره السنوي عن أوضاع الحقوق المدنية لمسلمي أمريكا والذي كشف عن زيادة قدرها 15% في عدد حالات انتهاك حقوق المسلمين في أمريكا عن العام الماضي.
ـ في 29 أغسطس أعلن المجلس نتائج استطلاع أجراه حول آراء المسلمين الأمريكيين أوضح أن 85% من مسلمي أمريكا يعترضون على سياسة بوش تجاه العالم الإسلامي.
الأزمة الكبرى
وقد تزايد نشاط كير بصفة خاصة بعد 11 سبتمبر:
ـ ففي 11 سبتمبر أدان مجلس التنسيق السياسي الإسلامي الأمريكي (AMPCC) والذي يجمع في عضويته أكبر أربع منظمات سياسية مسلمة أمريكية كبرى، ومنها "كير" أدان الهجمات على نيويورك وواشنطن، ودعا مسلمي أمريكا إلى تقديم ما يمكنهم من مساعدات لأسر الضحايا.
ـ في 12 سبتمبر أعلن "مجلس حالة من ا لطوارئ" بمقره الرئيس بالعاصمة الأمريكية واشنطن عن تخصيص 90% من موارده لمساعدة مسلمي أمريكا على تخطي الأزمة وطالب من مسانديه التطوع بمقره الرئيس لسد حاجات المسلمين لعمل المجلس التي تزايدت بشكل غير مسبوق على أثر الأزمة.
ـ في 17 سبتمبر عقد المجلس مؤتمراً صحفياً للتنديد بحوادث قتل تعرض لها مسلمون في أمريكا كجزء من حملة الكراهية والعنف المضاد التي تعرضوا لها نتاجاً للشكوك المثارة حول قيام مسلمين بالعمليات.
ـ في 17 سبتمبر التقى قادة المنظمات المسلمة الأمريكية ومن بينهم نهاد عوض المدير العام للمجلس بالرئيس بوش خلال زيارته للمركز الإسلامي بالعاصمة واشنطن حيث شرحوا له موقف مسلمي أمريكا من الأزمة.
ـ في 28 سبتمبر أصدر المجلس تقريراً مختصراً ببعض أنشطته خلال أزمة سبتمبر المستمرة، نذكر منها ما يلي:
1- استقبل المجلس أكثر من 785 حالة من حالات التمييز ضد المسلمين والعرب في أمريكا منذ الأحداث، وقد بذل المجلس مجهودات مضاعفة لرصد تلك الحالات ومتابعتها والاتصال بالمسؤوليين لأخذ الإجراءات اللازمة، وكتابة تقارير إعلامية وافية عنها.
2- حول المجلس موقعه الإلكتروني إلى موقع لإدارة الأزمة الراهنة، ويزور الموقع آلاف الصحفيين الأمريكيين ويحتوي على معلومات عن موقف المجلس والعرب والمسلمين من الهجمات، وتعريف بالإسلام وبوجود المسلمين في أمريكا، وتقارير عن موجة العداء التي يتعرض لها المسلمون والعرب في أمريكا، ورسائل ومكالمات التأييد التي تلقاها المسلمون خلال الأزمة من بعض الشخصيات الأمريكية الشهيرة.
3- أجرى مسؤلو المجلس مئات المقابلات مع الوكالات الإعلامية الأمريكية الكبرى بالإضافة إلى وكالات إعلامية من دول مختلفة.
4- بدأ المجلس في نشر سلسلة من الإعلانات مدفوعة الأجر بأكبر الجرائد الأمريكية لدعم موقف المسلمين الإعلامي بتلك الصحف وقد بدأت تلك السلسلة بإعلان نشر على مساحة صفحة كاملة بجريدة الواشنطن بوست يوم 16 سبتمبر.
5- عقد المجلس مؤتمراً صحفياً في يوم 19 سبتمبر بالمشاركة مع اتحاد الحريات المدنية الأمريكية ACLU، وهي أحد أكبر جماعات الحقوق المدنية لمطالبة الحكومة الأمريكية بالموازنة بين متطلبات تحقيق الأمن الداخلي ومتطلبات الحفاظ على حقوق وحريات المواطن، ويعتبر المؤتمر بداية لتحالف أكبر يلعب فيه المجلس والمسلمون الأمريكيون دوراً أكبر وأبرز في حركة الحقوق والحريات المدنية الأمريكية.
-------------------------------------------------
المصدر : مجلة المجتمع الكويتية /العدد 1473-2001/10/20

الرئيسية  | موسوعة الصدرين لحوار الأديان |  العودة للصفحة السابقة