مركز الصدرين لحوار الحضارات والأديان

 المؤسسات الاسلامية في الغرب
محطات في مسار حركة (أمة الإسلام) في أمريكا


يعود الفضل في وجود الاسلام في أمريكا إلى رجل غيّر اسمه من روبرت بول إلى إليجا محمد.
لقد كان عاملاً فقيراً ترك حقول القطن في ولاية جورجيا إلى تدرويت التي كانت والمدن الشمالية الأخرى الأراضي الموعودة للفقراء السود الجنوبيين الباحثين عن الوظائف والحياة الجديدة. وقد بلور إليجا محمد نشاطه في حركة كان لها أكبر الأثر في شد السود الأمريكيين إلى الاسلام، أطلق عليها اسم (حركة أمة الاسلام).
مع مطلع الستينات كان المتحدث باسم الحركة هو الشخصية الساحرة والخطيب المفوه مالكولم إيكس، الذي غيّر اسم عائلته إلى إيكس (X) ليظهر أن الأمريكيين السود لا يعرفون أسماءهم الأفريقية الأصيلة.
يقول إيكس في إحدى كلماته مقدماً أستاذه إليجا محمد: إنها لنعمة أن تكون بحضور واحد من أهل الله وأن تكون بحضور واحد من عباد الله إن هذا الرسول العظيم ستسمعون عنه رسالة من الإله تتضمن حلاً للرجل الأبيض وكذلك للرجل الأسود.
وكان هذا بالنسبة للمسلمين الملتزمين في جميع أنحاء العالم بدعة كاذبة لأن محمد (ص) بالنسبة لهم هو الرسول الوحيد وليس رجلاً كان يسمى يوماً روبوت بول.
في عام 1964 أصيبت أمة الإسلام بهزة عنيفة، فقد تحول مالكولم إيكس فجأة إلى الإسلام الأصح وذلك خلال قيامه بفريضة الحج. فهناك قرر أن تعاليم إليجا محمد سخيفة ومنافية للعقل. وقد إنضم بذلك مالكون إيكس ومعه السود الآخرون الذين إتبعوه إلى ملايين المسلمين في العالم. أما الإليجا محمد فكان يتميز غيظاً من تحول تلميذه عما لقنه إياه من عقائد.
يقول إيكس عن ذلك لأحد المراسلين: منذ أن ذهبت إلى مكة وقلت: أن دين الاسلام هو دين الأخوة التي تشمل جميع الجنس البشري، أثار ذلك غضباً عظيماً في عقل وقلب إليجا محمد الذي يقول في مواعظه أن الجنس الأبيض هو جنس الشيطان. وعندما كتبت رسالة من مكة المكرمة أثناء أدائي فريضة الحج أشرت إلى أنني وجدت في مكة جميع نماذج الجنس البشري من أشدهم بياضاً إلى أشدهم سواداً وقد أثار ذلك حفيظة الإليجا، ولذلك بدأوا بالتآمر ووضع الخطط لكنها لحد الآن وبفضل الله لم تنجح.
وكان لويس فرقان واحداً من أكثر مؤيدي الإليجا محمد حماساً وعبقرية. وقد شن على مالكولم إيكس هجوماً لاذعاً في جريدة الحركة وصفه فيه بأنه كلب منافق. وبعد شهور قليلة إغتيل مالكولم إيكس، وأدين إثنان من حركة (أمة الإسلام) بقتله.
الأمر المفاجئ هو أن مقتل مالكون إيكس لم يترك إلا أثراً بسيطاً على الحركة التي ما زال الإليجا يريدها إدارة جيدة. وقد أيدت إيكس مجموعة صغيرة فيما وصفته الحركة بأنه خائن وواصلت قوتها.
لقد حل لويس فرقان محل مالكولم إيكس كمستشار مقرب لإليجا محمد ـ وواصلت حركة أمة الاسلام نموها باعتبارها القوة السوداء التي تحدت جماعات الحقوق المدنية التقليدية. وكان بطل الملاكمة محمد علي كلاي أحد أهم الذين تحولوا إلى حركة أمة الاسلام. وقد بقيت الحركة سرية وذات سمة عسكرية. وراح الإليجا يطالب بمنح السود أرضاً لترتيب أمة لهم بمعزل عن الولايات المتحدة.
يقول في أحد خطاباته: إنهم يتباهون بما يمتلكون وبما سيحرموننا منه. وأنا أقول أن الأرض تخص الرجل الأسود.
كان إليجا يؤمن بصورة كبيرة بالخرافات، ويعتقد أن الرقم (7) رقم محظوظ. ولهذا إختار ابنه ولزدي محمد الرقم (7) ليخلفه كزعيم للحركة، وسيكون لهذا أثر كبير على الاسلام في أمريكا.
بالرغم سنوات تعليم مبادئ الحركة فإن ولزدي محمد أصبح يعتقد بأن والده كان على خطأ وأن مالكولم إيكس كان على صواب. في عام 1975 توفي إليجا محمد وأشعل ابنه شرارة ثورة. فقد ندد بمعتقدات والده وبدأ بتفكيك حركته. وأبلغ اتباع والده بأن ديانتهم كانت تقوم على الخرافة والأاساطير والفلكور.
يقول ولز محمد: مع رحيل زعيم الحركة، رأينا أن هنالك حاجة للعودة إلى الكتاب المقدس لدى جميع المسلمين والتمسك بالقرآن الكريم.
يقول أيضاً: لا أستطيع القول أننا كنا حقاً نؤمن بالاسلام، ولكننا كنا أبرياء واعتقدنا أننا نؤمن بالإسلام لقد قدّم لنا إليجا محمد خرافة عززت ذواتنا وجعلتنا نشعر بالرضا عن أنفسنا.
وإنني اليوم لا أنظر إلى الناس البيض على أنهم شياطين. ولكن أنظر إلى كل شخص شرير على أنه شيطان، ولقد نجحت بفضل الله في جعل معظم أتباع والدي يرون في القرآن مرشداً لنا جميعاً. أؤكد أنني لا زلت ملتزمناً بخط والدي فيما يتعلق برسالة الإصلاح الإجتماعي، بالرغم من التخلي عن ديانته.
 

الرئيسية  | موسوعة الصدرين لحوار الأديان |  العودة للصفحة السابقة