مركز الصدرين لحوار الحضارات والأديان

 قصة إسلامهم
الدكتور اندرية روماني.. من معقل الكثلكة الى هدى السلام
محمد كامل عبد الصمد


في مدينة "روما" معقل "الفاتيكان" ولد "أندريه روماني" لأبوين كاثوليكيين شديدي التعصب لمذهبهم، فقد كانت أسرته تجبره في طفولته وصباه على القيام بالواجبات والطقوس الكاثوليكية، والتردد على الكنيسة كل يوم أحد، والركوع على ركبتيه أمام تلك التماثيل الوثنية التي لم يؤمن بها قط، وأمام القسس ليمنحوه "بركاتهم".
يحكي الدكتور "روماني" كيف أعتنق الإسلام فيقول:
"كنت أشعر دائماً بنفور شديد وكراهية لبعض الطقوس القائمة أساساً على الاعتقاد في الصور والتماثيل التي تركت في نفسي فراغاً روحياً حاداً، وعدم رضا متواصلاً دائماً غير أنني لم يكن بإمكاني أن أجهر أو أبوح لأحد بما يعتمل في صدري، إذ كنت لا أزال طالباً أعتمد على أهلي لإكمال تعليمي، إضافة إلى ذلك كنت أعلم أن القسس والرهبان ومتعصبي الكاثوليك لن يتركوني وشأني لو تجرأت على مجرد التفوه بما يجول في عقلي من رفض للنصرانية.
وانكببت على دراساتي في محاولة للهروب من الفراغ الروحي الذي أعيشه، واستطعت أن أحصل على درجة الدكتوراه في الطب وأخرى في علم النفس.. بعدها بدأت أسعى إلى القراءة الواعية للكتب التي تتناول عقيدة التثليث في محاولة مني لاستجلاء الحقيقة، وفي مقدمتها ما كتبه "توما الإكويني" عن عقيدة "التثليث" على المذهب الكاثوليكي.. وهالني أن أجد تلك الكتابات تدفعني دفعاً بما حفلت من متناقضات إلى الإيمان بوحدانية الله، ونبذ عقيدة "التثليث" التي لا تتفق مع العقل والمنطق السليم.. ومن ثم أخذت أخطو بخطواتي الأولى نحو الإسلام الذي أقر الوحدانية، فَنزّه خالق الكون عن الشريك، وقد يسر لي ذلك اطلاعاتي على ما كتبه "سوشينوداسينيا" و "سيرفيتو" و "وبيتشى ديلا ميراندولا" وغيرهم من المفكرين الاوربيين الذين أنكروا فكرة تثليث الإله، وهاجموا مذهب الصور والتماثيل الذي يعلى الوثنية تحت راية النصرانية".
ثم طافت بذاكرة "أندريه روماني" تلك الدروس التي كان يتابعها في الجامعة للمفكر "الدوبراندينو" أستاذ الشريعة والتاريخ الإسلامي، والتي من خلالها تعرَّف على عناصر كثيرة من مقومات شريعة الإسلام.
وبدأ يستزيد من مطالعاته عن الإسلام، فرأى فيه بساطة غير متناهية ووضوح عقيدة بعيداً عن أي غموض، حتى وصل إلى قناعة تامة بالإسلام، ومن ثمّ بادر إلى إشهار إسلامه.
ويصف "د. أندريه روماني" رحلته من الضلال إلى الهدى بقوله".
"لقد كان طريقاً طويلاً ذلك الذي أدى بى إلى الإسلام، وأستطيع أن أؤكد أن لتحولي جذوراً دينية عميقة وأسباباً ثابتة".
ثم يضيف فاضحاً تعصب النصارى:
"في أوربا يتحدث الناس عمّا يسمى بالتعصب الإسلامي، وينسون أن يقولوا أن النصارى قد استطاعوا الحياة بين المسلمين، في حين لم يقدر المسلمون قط على أن ينالوا حظاً من ذلك، ولنفكر فقط فيما حدث للمسلمين في اسبانيا وصقلية لنصمت عمّا بقي كله".
لقد كان إسلام "د. أندريه رومانى" _كما عبّر بنفسه _ نقلة أسبغت على وجوده صفاءً ووضوحاً، ولا سيما أن الصلاة في الإسلام تُرضى روحه تماماً وتسكنها بجعلها على اتصال مباشر بالله.. وأن في صلاة الجماعة بالمسجد راحة له وطمأنينة تشعره بتضامن الاخوة الإسلامية.
ويذكر أيضاً أنه قد استطاع أن يتعلم اللغة العربية كي يتمكن من قراءة القرآن الكريم بلسانه العربي الذي نزل به الوحي على محمد (ص) وأنه حريص على أن يضع كتاب الله على منضدة صغيرة بالقرب من فراشه ليكون دائماً في متناول يده.
إن قصة إسلام "أندريه روماني" تعيد إلى الأذهان ما تعرض له المسلمون الوائل من تعذيب واضطهاد، مما اضطرهم إلى الهجرة حتى أعَزَّ الله دينه ونصرَ نبيه، حيث إضطر "روماني" أن يترك بلدته التي لاحقته بالأذى والاضطهاد ويعيش في "الصومال" ويتزوج ويستقر في ربوعها.
----------------------------
المصدر : الجانب الخفي وراء إسلام هؤلاء
 

الرئيسية  | موسوعة الصدرين لحوار الأديان |  العودة للصفحة السابقة