مركز الصدرين لحوار الحضارات والأديان

 رياح الاسلام
المسلمون الاوائل يبزّون الغربيين في ماراثون العلوم
صبيح صادق


اقترن استعمال البندول بالعالم الاوربي غاليلو مع ان العالم المسلم ابن يونس كان أول من اخترعه، واستعمله المسلمون لقياس الزمن.
وكان العالم المسلم الزرقالي أول من قال بحركة الكواكب السيارة في مدارات أهليلجية وقدم لها البرهان، ولكن المتزمتين في عصره رفضوا رأيه... الى أن جاء العالم الاوربي كبلر وذهب الى ما ذهب اليه العالم الإسلامي 1609 فنسب اليه هذا الكشف، أي بعد ستة قرون تقريباً بعد الزرقالي.
ونسب خطأ الى العالم الاوربي تيخوبراهي بأنه مكتشف الاختلاف الثالث للقمر بينما كان العالم المسلم أبو الوفاء البوزجاني قد سبقه بهذا الكشف بقرون عديدة..
وثابت بن قره الذي يعتبر أول من طبق علم الجبر على علم الهندسة بحث في التمهيد للتفاضل والتكامل قبل العالم الاوربي ستيفن.
وبحث ابن سينا في علم الجيولوجيا وكان له آراء مهمة فيها أخذها عنه لوناردو دافنشي الفيلسوف الايطالي المشهور وبدأ به علم الجيولوجيا.. فأرجع ابن سينا نشأة الجبال، الى عامل الحركات الارضية كتلك التي تسبب الزلزال وعامل المياه الجارية والرياح في حفر الاودية في الصخور الضعيفة وكان لهذه الآراء أثرها الكبير على أوربا حتى ان الدكتور ماكس مايرهوف اعترف بقوله "نحن مدينون لابن سينا برسالته في تكوين الجبال والاحجار والمعادن".
واشتهر البيروني في كتابه "الجماهر في معرفة الجواهر" في انه جيولوجي ممتاز وقد شهد له في ذلك الكثير من المؤرخين والمستشرقين حتى ان المستشرق ايرو بوب ذهب الى انه من المستحيل أن يكتمل أي بحث في تاريخ علم المعادن دون الاقرار بمساهمة البيروني العظيمة". وسبق البيروني علماء أوربا في القول بأن سهل الهند كان بحراً ردمته الرواسب.
وبحث العلماء المسلمون في نظرية التطور قبل أن يبحثها الاوربيون وخصوصاً العالم الأوربي دارون. فقد بحثها المسعودي والجاحظ وأخوان الصفا وابن طفيل وغيرهم.. فالجاحظ مثلاً كان يعتقد ان الحياة ارتفعت من الجمادات الى النبات، ومن النبات الى الحيوان، ثم من الحيوان الى الانسان. وتوصل ابن سينا بعد بحثه في المتحجرات الى ان يعتقد في كتابه الشفاء انه "يغلب أن تكون هذه المعمورة كانت في سالف الايام غير معمورة بل مغمورة في البحار فتحجرت في مدد لا تفي التاريخات بحفظ أطرافها وكثيراً ما يوجد في كثير من الاحجار إذا كسرت أجزاء الحيوانات المائية كالاصداف وغيرها"..
وطرق ابن طفيل هذا الموضوع في كتابه "حي ابن يقظان" حيث تعرض لمسألة النشوء الطبيعي وأشار اليها حين تكلم عن تكون (حي) تكوناً طبيعياً...
وحقق الطبيب المسلم أبو القاسم الزهراوي انجازات مهمة في الجراحة والطب نسبت كالعادة الى العلماء الاوربيين! فعملية ايقاف نزف الدم بواسطة ربط الشرايين حققها الزهراوي ولكنها نسبت الى الجراح امبروازباري.. والزهراوي هو أول من أوصى بولادة الحوض المسماة في أمراض النساء "وضع والشر" في الولادة.. وصفه الزهراوي وصفا دقيقاً ولكنه نسب الى العالم الاوربي والنشر(1856_1935م).
واعتبر العالم الايطالي دوبيني مكتشف الانكلستوما سنة 1838 والحقيقة ان ابن سينا قد سبقه في اكتشافه هذا..
واخترع المسلمون البوصلة.. ولكن هذا الاختراع يتنازعه الصينيون والعرب والايطاليون. أما بالنسبة للصينيين فقد أعترفوا هم أنفسهم بأن البوصلة قد اقتبسوها من (الاجانب)، فقد ذكر المؤرخ الصيني شو يو Chu Yu الى أن الصينيين قد عرفوا الابرة الممغطسة عن طريق ملاحين أجانب.. ومن غير شك في أن الاجانب هؤلاء أما الهنود وأما العرب. واذا ما عرفنا ان الوثائق الهندية لذلك العصر لا تشير الى هذه الآلة لا من بعيد ولا من قريب يبقى الاحتمال الاكبر أن الصينيين عرفوها من العرب..
وذهبت أوربا وبالاخص ايطاليا الى ان اختراع البوصلة اختراع أوربي قد تم بصورة نهائية على يد العالم الأيطالي فلافيو جويا الذي نصب أهالي أمالفي تمثاله تعظيماً له..
والحقيقة تؤكد ان المسلمين قد سبقوه في هذا الاختراع، ذلك ان أقدم الاشارات الى (الابرة الممغطسة) واستعمالها في المصادر الاوربية هو كتاب speculum Naturale لفنسان دي بوفيه وفي كتاب De Mineralibus لالبرت ماجنوس. ولكن المؤلفين السابق ذكرهما ذكراً ان مصدرهما في ذلك هو جيرار دي كريمونا.. وجيرار دي كريمونا هذا ليس الا مترجماً للكتب العربية الى اللاتينية!! من هذا يتبين بوضوح ان المصدر كان عربيا.. ولكن يجب الاعتراف كذلك ان النصوص الاوربية التي ذكرت البوصلة هي أقدم تاريخياً من النصوص العربية، ويفسر هذا بأن العرب قد احتفظوا بسر هذا الاختراع ولم يشيعوا سره لأهميته وخطورته بالاضافة الى ضياع أكثر المخطوطات العربية.
ـــــــــــ
1_ تراث الاسلام: اشراف أرنولد توماس _ ص 195 الموصل.
---------------------------------------------
المصدر : مجلة "آفاق عربية" ببعض التصرف
 

الرئيسية  | موسوعة الصدرين لحوار الأديان |  العودة للصفحة السابقة