مركز الصدرين لحوار الحضارات والأديان

 التحديات الجديدة
وماذا بعد الكارثة؟ قراءة في علاقة الغرب بالإسلام وكيف يكون المستقبل
د. عصام العريان


كان للموقف المبادر والسريع من الجمعيات الإسلامية الأمريكية سواء بالإدانة السريعة لتفجيرات نيويورك وواشنطن، ثم الطريقة التي تصرف بها قادة المسلمين في أمريكا وقيامهم بما يمليه عليهم الواجب الشرعي والإنساني، كان لذلك أثر كبير في تخفيف حدة العداء الذي سببته بعض المظاهر النادرة للشماتة ممن اختلطت لديهم مشاعر الغضب من الإدارة الأمريكية التي تمارس سياسة منحازة كل الانحياز ضد المصالح العربية والإسلامية خاصة فيما يتصل بفلسطين.
وكان موقف الحركات الإسلامية وقادتها في جميع دول العالم الذين سارعوا بإدانة الحادث فور وقوعه، ثم للبيان الذي وقع عليه قادة إسلاميون عديدون وطالب بعدم التسرع في إدانة طرف قبل التحقيق العادل حتى لا تتأثر علاقة الغرب وأمريكا بالعالم الإسلامي، كان لهذا الموقف أثر كبير في تصحيح الصورة أمام العديد من الناشطين الإسلاميين حول علاقة الإسلام والحركات الإسلامية بالغرب الأوروبي وأمريكا.
لقد أعاد الحادث إلى الأذهان العلاقة الملتبسة بين أمة الإسلام التي ظهرت كأثر لهذا الحادث متهمة في أقدس مقدساتها وهي عقيدتها وبين أمريكا خاصة والغرب عامة.
لقد تطورت هذه العلاقة على مدار ألف وخمسمائة عام بل يزيد منذ سنوات الاحتكاك الأولى قبل الإسلام ثم غزوات الرومان واحتلالهم للمشرق كله تقريباً، ثم جاء ظهور الإسلام ليعيد التوازن إلى العلاقة ويحرر شعوب الشرق من الاحتلال الروماني ويعطيها الحرية فتعتنق العقيدة الجديدة مع احتفاظ أقلية فيها بعقيدتها المسيحية تعيش في ظل تسامح الإسلام حتى يومنا هذا وتتحرر من اضطهاد الكنيسة الرومانية الغربية، وفتح الإسلام جنوب أوروبا من شاطئيه في الأندلس وفي البلقان. ثم كان التردي والانحطاط الذي أصاب العالم الإسلامي مما جعله عرضة للغزو والاحتلال، وجثم الاحتلال على أنفاس الأمة الإسلامية فترات طويلة ولم يتركها إلا ممزقة سياسياً، متخلفة اقتصادياً، منهوبة الثروات، وأخطر من ذلك تشويه عقيدتها وشريعتها، فقد نحيت الشريعة الإسلامية وأصبحت محلاً للاتهام بواسطة أبنائها، وصارت هناك نخبة متغربة تفكر بعقول الغرب وتعمل لربط أمة الإسلام بالمصالح الغربية وتمييع حضارتها ومسخ هويتها.
هذه التطورات تركت رواسبها على الجانبين مما يصعب معه رسم تصور للمستقبل دون معالجتها، والاعتراف صراحة بإيجابيات وسلبيات هذه الفترات التاريخية، ولا ننسى هنا أن بابا الفاتيكان لم يعتذر عند زيارته لسورية عما سببته الحملات الصليبية من دمار وإزهاق أرواح.
تفرقة بين جهتين
لقد ساهم الحدث الكبير في التفرقة في الاتجاه الإسلامي بين ما يمكن أن نسميه "حركة إسلامية مسؤولة" وفصائل لا تتمتع بمزية المسؤولية، فالأولى تنظر إلى مقاصد الشريعة ومصالح الإسلام والمسلمين وتضعها في إطار سياسة شرعية طويلة المدى، والثانية تنظر تحت أقدامها فقط، ولا تعتد إلا بردود الأفعال الانفعالية ولا تستفيد من تجاربها أو تجارب الآخرين، الأولى هي تيار الوسطية والاعتدال الذي تقوده جماعة الإخوان المسلمين، والثانية هي تيار التشدد والغلو الذي ينتظم جماعات صغيرة عالية الصوت حادة النبرة أثبتت أحداث العقدين الأخيرين أنها ألحقت بممارساتها أكبر الضرر بمسيرة الحركة الإسلامية عامة، وبصورة الإسلام في العالم سواء تلك التي تمارس العنف أو هذه التي تبرره وتقدم له الأعذار والتفسيرات.
ويأتي الموقف من الغرب وأمريكا نتيجة لرؤية كلا الاتجاهين، فبينما يتبنى الاتجاه الأول موقفاً ناصحاً محاوراً للغرب يريد منه أن يصحح موقفه من أمة الإسلام وأن يتركها تحدد مستقبلها بأيدي أبنائها، ويجاهد بكل السبل لرفع الهيمنة الغربية عن مقدرات العالم الإسلامي داعياً لتعاون متكافىء في المستقبل، وهناك ملايين من المسلمين الذين يعيشون في بلاد الغرب يتبعون هذه المدرسة الفكرية وهم في بلاد الغرب يحترمون قوانينها ونظمها ويحافظون فيها على دينهم ويؤثرون في المجتمعات الغربية ولا ينعزلون عنها، كان للاتجاه الآخر موقف مختلف ينطلق من رفض الغرب جملة واحدة دون تمييز، ورفض التعايش معه حتى على مستوى العالم، وهو لا يحترم إذا عاش في بلاده أي ضوابط بل يصرح برغبته في تدميره والانتقام منه بكل صورة من الصور.
وينسى هؤلاء أن أي قراءة لنصوص الشريعة أو تاريخ المسلمين مع الغرب ومع الآخرين لا تنطق أبداً بمفاهيمهم المغالية، وأنهم يقعون في تناقضات شديدة.
هناك اتجاه في الغرب يدفع نحو صدام قادم بين العالم الإسلامي والغرب تبناه إيديولوجيا "صموئيل هنتجتون" في رؤيته عن "صدام الحضارات" وتغذيه دوائر صهيونية وبروتستانتية يمينية متعصبة تؤمن بأقاويل توراتية حول معركة "هرمجدون" ويتبناه البعض في الدوائر السياسية والاستراتيجية بواعز من ضرورة وجود عدو تتجه إليه الحشود فإن لم يكن موجودا فلتوجده.
الصورة إذن قاتمة وموحشة: رواسب تاريخية لم يتم الاعتذار عنها ولا يبدو في الأفق بوادر اعتذار حيث لا قرار تاريخياً بترميم العلاقة بين الغرب والعالم الإسلامي، وصراع حضاري قائم على أرض فلسطين يقف الغرب فيه منحازاً ضد الحق العربي والإسلامي، وإصرار على ربط الإسلام ديناً وعقيدة بالإرهاب.
إن الوقوف العالمي ضد العنف والإرهاب أياً كان مصدره يتطلب _حتى تكون له مصداقية _ أن يسعى إلى وقف آلة العنف الصهيونية التي تذبح الشعب الفلسطيني ليل نهار ووقف العنف البشع من بعض الحكومات ضد الحركات الإسلامية في صورة محاكمات عسكرية للمدنيين واعتقالات عشوائية للمئات، وعلى الأقل رفع الدعم عن الحكومات التي تمارس ذلك، أو الضغط من أجل الحريات العامة لتتمتع كل التيارات بحقوق متساوية في التنظيم والتعبير وتداول السلطة بصورة سلمية، وإلغاء ما يسمى بقائمة الدول الراعية للإرهاب. وبدء صفحة جديدة في العلاقات مع العالم الإسلامي كله في إطار هدف واضح هو التعايش السلمي، واستراتيجية ثابتة هي حوار الحضارات والتفاعل فيما بينها لتحقيق التعاون وأن العالم يتسع لأكثر من أمة قوية تتدافع فيما بينها في سلام وتعاون على الخير حيث يقول الله تعالى: (يا أيها النّاسُ إنّا خلقناكُم مِن ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعُوباً وقبائلَ لتعارفُوا إنَّ أكرمَكُم عند اللهِ أتقاكُم إن الله عليمٌ خبير). ويقول أيضاً: (وَلولا دَفُعُ اللهِ النّاس بَعضهم ببعضٍ لفسدتِ الأرضُ).
الوقوف ضد الإرهاب يحتاج إلى تحديد واضح لمفهوم الإرهاب كيلا يختلط بحقوق إنسانية أخرى كالدفاع الشرعي عن النفس، ومقاومة الاحتلال ورد العدوان.
والوقوف ضد الإرهاب عالمياً يحتاج إلى آليات واضحة، فلا يعمل الجميع وفق أجندة أمريكية بحتة تحدد من الإرهابي وما الدول الراعية للإرهاب وكيفية التعامل مع الإرهابيين وطريقة محاكمتهم.
إن هناك فرصة تاريخية لتصحيح العلاقة بين الغرب وبين العالم الإسلامي، هذه الفرصة قد تضيع إذا اندفعت أمريكا نحو الانتقام وستفقد التعاطف الإسلامي إذا هاجمت أفغانستان دون تقديم أدلة كافية؛ خاصة أن زعيم طالبان صرح بإمكانية تقديم أسامة بن لادن إلى المحاكمة فور تقديم أدلة كافية.
علاقة مستقبلية
إن علاقة أمريكا والغرب بالعالم الإسلامي في المستقبل ستحددها قضايا شائكة في مقدمتها:
_ وضع الجاليات المسلمة في أمريكا والغرب وطريقة التعامل معها.
_ التحقيق العادل المنصف في التفجيرات وإظهار الحقائق كاملة وأدلة الاتهام لأي طرف كان.
_ الموقف الغربي والأمريكي من العدوان الصهيوني المستمر والمذابح المنصوبة للشعب الفلسطيني.
_ الدعم المستمر والدائم لحكومات مستبدة في العالم الثالث.
_ احترام حقوق الشعوب الإسلامية في تطبيق شريعتها الإسلامية.
محطات مهمة في إطار العلاقة
إن المراقب المتتبع للأحداث منذ عقدين من الزمان لا يمكن أن يغفل هذه المحطات في علاقة الغرب بالعالم الإسلامي. فبعد أن كانت هناك صحوة إسلامية جارفة في النصف الأول من القرن العشرين وكانت بصدد تسلم مقاليد الأمور بصورة طبيعية في إطار حركة التحرر الوطني من أجل الاستقلال وكانت تغذيها الروح الإسلامية كما حدث في مصر والجزائر والسودان، سعت الحكومات الغربية وبالذات أمريكا لسرقة جهود الحركة الإسلامية باصطناع انقلابات عسكرية بدأت في سورية والعراق ثم مصر وامتدت إلى كافة بقاع العالم الإسلامي، وتم الزج بآلاف في السجون، والمعتقلات وتعليق المئات على أعواد المشانق أو قتلهم في أقبية السجون، وظن الجميع أن الهاجس الإسلامي قد انتهى إلى غير رجعة وأنهم في مأمن من أي تطورات مزعجة، وإذا بالأمور تتطور إلى اتجاه آخر حيث كانت هذه المحطات:
(1) ثورة في إيران تقلب الموازين وتستمر وتتطور من ثورة إلى دولة.
(2) إنفاق مئات الملايين بل لعلها المليارات على رصد وتحليل ودراسة الحركات الإسلامية في العقد (1980_1990) خاصة في بلاد ذات أهمية مثل مصر وتركيا.
(3) إجهاض الجهاد الأفغاني الذي حطم الإمبراطورية الثانية في العالم، عن طريق تدخل المخابرات الأمريكية مباشرة أو بالواسطة.
(4) تشكل حركة جديدة هي طالبان لترث ثمار الجهاد بدعم من المخابرات الباكستانية تطبق الإسلام وفق التفسير الشائع في البلاد حسب تفسيرات "المولوية" دون خبرة سابقة ولا عمل حركي سابق ولا احتكاك مع العالم، ويتم تشويه صورتها إعلامياً ودفعها لمزيد من التشدد.
(5) انقلاب الإنقاذ في السودان، وها هي دولة إسلامية سنية هذه المرة تتولى مقاليد الحكم فيها حركة إسلامية ذات تاريخ وخبرة، والسودان يبشر بمخزون نفطي كبير لم يتم استخراجه بعد مما يؤهله لدور كبير في أفريقيا والعالم العربي والإسلامي.
(6) انتخابات حرة في الجزائر تسفر عن فوز كبير للجبهة الإسلامية للإنقاذ التي كادت تتسلم الحكم في بلد نفطي، قبلي حر له تاريخ ثوري ناصع، يحتل موقعا جغرافياً استراتيجياً على مشارف أوروبا، وإذا تسلمته حركة إسلامية فسيكون الدور التالي على الشمال الأفريقي كله.
وإذا بتدخلات المخابرات تدفع الجيش للانقلاب على الديمقراطية ويتم إزهاق عشرات الألوف من الأرواح.
(7) اندلاع العنف المدمر الذي انساقت له حركات إسلامية عدة في أكثر من بلد إسلامي في مواجهة مدمرة مع أنظمة تملك كل وسائل البطش وكانت مواجهة غير متكافئة معروفة نتيجتها سلفاً، وكانت النتيجة: تشويه صورة الإسلام في بلاد المسلمين وصرف العديد من الناس عن الإسلام وحرق كل إمكانية لوجود تفاهم بين الحركة الإسلامية المعتدلة والنظم الحاكمة.
ولقد انتقل العنف بصورة مريبة إلى خارج أرجاء العالم الإسلامي، وتبقى أسئلة كثيرة حائرة: لماذا هذا العنف خاصة العشوائي؟ ولمصلحة من يلصق بالإسلام والمسلمين؟ ومن وراءه؟ ولأي هدف تتم هذه العمليات؟
(8) وفي إطار الرصد نجد أنه وللمرة الأولى بعد 25 عاماً من الجهاد السياسي وصل الزعيم الإسلامي البروفيسور نجم الدين أربكان إلى سدة رئاسة الوزراء في تركيا، النموذج الذي أراد الغرب تسويقه في العالم الإسلامي لتحقيق عدة أهداف منها: الفصل التام بين الشريعة والحياة العامة، واعتماد النظام العلماني الكامل الذي يرفض الدين، والالتحاق بالغرب في أحلاف عسكرية، وتبني نموذج الحياة الغربي حتى في اللباس، وهكذا وبعد ما يزيد على ثلاثة أرباع القرن إذا بمسلم متدين يتبنى عكس كل هذه الأطروحات يصل إلى الحكم ويسعى إلى تنفيذ برنامج طموح فور وصوله بتشكيل مجموعة الدول الإسلامية الثماني مما زاد الانزعاج لدى الغرب.
(9) وتبقى محطة مهمة وخطيرة لأنها تصب في النهاية في تحطيم جوهر الترتيب الغربي وهي تحرير جنوب لبنان دون تنازلات لصالح المشروع الصهيوني، ثم انتفاضة الأقصى المباركة التي تحولت إلى مرحلة جديدة حققت لأول مرة توحيد الهدف: دحر الاحتلال، وتوحيد الصف الفلسطيني: إسلامي ووطني وقومي، ودمج السلطة مع الشعب في معركة واحدة، أسفرت حتى الآن عن إسقاط اتفاقات أوسلو وميتشيل وتينيت، ولأول مرة تدرك الحكومات العربية الصديقة لأمريكا حجم الانحياز الأمريكي للعدو الصهيوني وأن الإدارة الجمهورية الجديدة أسفرت عن التحيز الأمريكي في طريقة تعاملها مع العرب.
(10) وأخيراً المحطة التي تقلق الدوائر الغربية وهي تنامي أعداد وتأثير واندماج الأقليات المسلمة في البلاد الغربية، فها هي التجارب لتوطين الدعوة والتعامل كمواطنين وليس كغرباء في أمريكا وفرنسا تحقق نجاحات كبيرة يمكن أن يحذو حذوها البقية الباقية في بلاد مثل اسكندنافيا وإنجلترا وأسبانيا، مما يجعل لهذه الأقليات نفوذاً كبيراً في صنع القرار خاصة إذا تحقق أمران:
_ اندماج المسلمين الأصليين من أهل البلاد مع هؤلاء القادمين من الشرق.
_ حل مشكلة الهجرة واللجوء بما يحقق زيادات سنوية في أعداد المسلمين.
ما الذي يخشاه الغرب؟
إن الغرب يخشى عدة أمور:
_ بروز قوة جديدة فتية تعيد دورة حضارة أخرى مما يهدد الحضارة الغربية في جوهرها (لاحظ تصريحات بوش عقب الأحداث وتصويره العمليات الإرهابية بأنها اعتداء على نموذج الحياة الأمريكي: حريات _ ديمقراطية _ حضارة..إلخ).
_ وحدة العالم الإسلامي حيث يمتلك ثروات هائلة بجانب القوة الروحية مما يجعله مهيأ لقيادة العالم إذا امتلك النظم الإدارية، والتطور السياسي، وتخلص من مشاكل الحدود الجغرافية، وقضى على الاستبداد السياسي وهذا يمكن أن يتسارع ويتحقق في نصف قرن أو قرن من الزمان.
_ تهديد المصالح الغربية المتمثلة في تدفق النفط بأسعار رخيصة، وحرية التجارة التي تعني احتكار الأسواق العالمية لصالحهم، وفرض نمط الحياة الغربي في العالم كله: مخدرات، جنس، شذوذ، تحطيم الأسرة، تدمير المرأة وتحويلها إلى سلعة تجارية، حرية الدعارة... إلخ.
_ امتلاك دولة أو دول لا تسير أو حتى تسير في الفلك الغربي لترسانة مسلحة قوية تتيح لها الخروج من دورة الفلك الأمريكي وامتلاك حرية القرار السياسي والاستراتيجي.
وهذا التهديد للغرب يأتي في المقام الأول من العالم الإسلامي ثم الصين ثم من داخل الغرب نفسه حيث تتفاوت المصالح بين أمريكا من جهة وأوروبا من جهة أخرى، وكذلك بين اليابان من جهة والآخرين، كما أن روسيا لها موقف مختلف.
ما واجبنا الآن؟
إن التفاعل مع الأحداث يفرض نفسه على كل مسلم وهو واجب شرعي عليه فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، والمسلمون جميعاً كالجسد الواحد إذا أصيب منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.
وأول واجباتنا هو الوقوف بجانب كل مسلم يتعرض للعدوان وأن نمنع الظلم الذي يتعرض له المسلمون في جميع أنحاء العالم وأن يتم تشاور على كل المستويات لتحديد ما يمكن أن نفعله مثل:
_ نشر الوعي بالأحداث مع متابعتها باستمرار في المحيط حولنا.
_ دعم المسلمين في كل بلد يتعرض للعدوان بما نستطيع.
_ واجب إزاء الذين يعرّضون المسلمين للمخاطر بسبب تصريحات أو تصرفات هوجاء بالنصح والإرشاد والحوار والإقناع وعدم تقديم تبريرات لأعمالهم أو الرضا عنها أو تقديم أي دعم لمثلهم.
وثاني واجباتنا: ألا يشغلنا الحدث الهائل عن واجباتنا الدائمة والسعي الحثيث للتخلص من الاستبداد والديكتاتورية، ومقاومة التخلف والانحطاط، وإصلاح الأخلاق ونشر الفضيلة، وإحياء القيم الإسلامية وصناعة الحياة في كل المجالات وفق نظام الإسلام، وأن نستمر في عملنا الطبيعي لإصلاح نفوسنا ودعوة غيرنا والعمل لوحدة العالم الإسلامي.
وثالث واجباتنا: أن نفكر في رؤية كيف نفشل المخطط الغربي ضد الإسلام والمسلمين، وأن نحلل الأوضاع في الغرب وأن نتفهم أن الغرب ليس كتلة صماء وأن المصالح كما تجمعه ضدنا فهي قادرة على تفريقه وتمزيقه كذلك: (تَحسَبُهُم جميعاً وقُلُوبهم شتى) وهذا دور يجب أن يقوم به عدة جهات:
(1) الأقليات الإسلامية في الغرب، وعليها أن تستمر في توطين أنفسها وتثبيت أقدامها وتقديم الإسلام بصورة حضارية وأن تصبر على ذلك وأن تتعامل بحكمة مع العاصفة الحالية.
(2) الحكومات الإسلامية التي تتبنى النموذج الإسلامي، ودعم الدعوة لحوار الحضارات والعمل لتنفيذ ذلك على كل المستويات.
(3) الحركات الإسلامية في الشرق والتي لها امتدادات في الغرب وتسير على نفس الفكر والاتجاه مطالبة بفتح حوارات مع عدة جهات في الغرب خاصة الباحثين والأكاديميين ومراكز التفكير التي تشكل خلفية القرارات، وكذلك وسائل الإعلام وتبني خطاب يساعد على تخفيف الاحتقان ويجهض المحاولات الصهيونية لزرع الشقاق وإشعال الفتن.
(4) الباحثون في العلوم السياسية والاستراتيجية الذين يشاركون في مؤتمرات وندوات حول الأحوال في منطقة العالم الإسلامي، ولابد لناشطين إسلاميين من السعي للمشاركة في هذه الحوارات لنقل الصورة الصحيحة عن الإسلام.
(5) كل المهنيين الذين يشاركون في مؤتمرات عالمية في تخصصاتهم كالطب والهندسة والقانون وغيرها خاصة الأسماء الكبيرة التي برزت في مجالات تخصصها كأحمد زويل وذهني فراج وهشام شرابي ومأمون فندي وغيرهم.
-------------------------------------
المصدر : مجلة المجتمع الكويتية / العدد 1471-2001/10/6
 

الرئيسية  | موسوعة الصدرين لحوار الأديان |  العودة للصفحة السابقة