مركز الصدرين لحوار الحضارات والأديان

شرفات غربية
مفكران أوربيان يتحدثان عن الإسلام وراهن المسلمين


أجرى المفكر النمساوي المعروف ليوبولد فايس دراسات مستفيضة لجوهر الإسلام وأحوال المسلمين في ماضيهم وحاضرهم، فأيقن أن السر فيما تعانيه كثير من الشعوب الإسلامية من التخلف، إنما يرجع إلى جهلها بأحكام شرع دينها وعدم تمسكها بها، وليس كما يزعم أعداء الإسلام من أن التمسك بأحكامه هو السبب الرئيسي في تأخر هذه الشعوب.
وقد عبّر عن رأيه هذا بقوله: "إن كل ما كان في الإسلام تقدماً وحيويةً، أصبح بين المسلمين اليوم تراخياً وركوداً، وكل ما كان في الإسلام من قبل كرماً وإيثاراً، أصبح بين المسلمين ضيقاً في النظر، وحباً للحياة الهينة".
ويقول أيضاً: "تحققت أن هناك سبباً واحداً للانحلال الاجتماعي والثقافي بين المسلمين، ذلك السبب يرجع إلى الحقيقة الدالة على أن المسلمين أخذوا شيئاً فشيئاً يتركون اتباع روح تعاليم الإسلامية".
وهكذا راح هذا الكاتب النمساوي المتعمق ينظر للشعوب الإسلامية المستضعفة الواقعة في براثن التخلف، نظرية إلى أناس مسؤولين عن سوء أحوالهم، فرأى أنهم يستطيعون ـ لو أرادوا ـ أن يتخلصوا من أحوالهم هذه، ويستردوا حريتهم ومجدهم وازدهارهم، ول عملوا كأسلافهم الأوائل بكتاب الله وسنة نبيه.
وكان ليوبولد فايس لا يكف عن إبداء دهشته لكل من يلقاه من حكّام المسلمين وأولي الأمر منهم، من تراخيهم وتقاعسهم المشين في إصلاح أمورهم واسترداد مجد آبائهم.
وفي ذلك يقول: "كنت كلما ازددتُ فهماً لتعاليم الإسلام وعظيم أحكامه ومبادئه، ازددت رغبة في التساؤل عمّا دفع المسلمين إلى هجر تطبيقها تطبيقاً تامّاً في حياتهم اليومية... لقد ناقشت هذه المشكلة مع كثير من المسلمين المفكرين في جميع البلاد، ثم زادت رغبتي في ذلك بشدة، حتى أني ـ وأنا غير المسلم ـ أصبحت أتكلم إلى المسلمين مشفقاً على دين الإسلام من إهمال المسلمين أنفسهم وتراخيهم".
أما الفيلسوف الفرنسي رينيه جينو، والذي اعتنق الإسلام بعد طول تمحيص وعمق تفهم فيؤكد "أن كثيراً من الغربيين لم يدركوا قيمة ما اقتبسوه من الثقافة الإسلامية ولم يفقهوا حقيقة ما أخذوه من الحضارة العربية في القرون الماضية، بل ربما لم يدركوا منهما شيئاً مطلقاً، وذلك لأن الحقائق التي تلقى إليهم مشوهة، تحط من قيمة الثقافة الإسلامية وتقلل من قدر المدنية العربية:
أطلق رينيه جينو على نفسه بعد إسلامه اسم الشيخ عبد الواحد يحيى وركز في أفكاره على استقاء الغرب من الثقافة والحضارة الإسلامية والفضل الكبير الذي كان للمعطى الإسلامي على الغرب في مضامير الطب والهندسة والفلك والرياضة والفنون والعلوم الأخرى، ولم يكتف بذلك فأخذ يُظهر عظمة القرآن وإعجازه العلمي بعد أن وجد ارتباطاً بين الآيات القرآنية وما جاءت به الكثير من العلوم الطبية والطبيعية والعلمية بوجه عام، ويعبر عن ذلك بقوله:
"لقد تتبعت كل الآيات القرآنية التي لها ارتباط بالعلوم الطبية والعلمية والطبيعية، والتي درستها في صغري وتعلمتها جيداً، فوجدت هذه الآيات منطبقة كل الانطباق على معارفنا الحديثة، فأسلمت لأني أيقنت أن محمداً (ص) أتى بالحق الصراح من قبل 1000سنة، من دون أن يكون له معلم أو مدرس من البشر، ولو أن كل صاحب فن من الفنون أو علم من العلوم قارن جيداً كل الآيات القرآنية المرتبطة بما تعلم لأسلم بلا شك إن كان متعقلاً ينأى بنفسه عن الأغراض غير العلمية".
 

الرئيسية  | موسوعة الصدرين لحوار الأديان |  العودة للصفحة السابقة