مركز الصدرين لحوار الحضارات والأديان

 التحديات الجديدة
الأمريكيون وشهوة الحرب


عايش الشهيد سيد قطب الأمريكان عن كثب ونظر إليهم وإلى تاريخهم نظرة الفاحص المتجرد، ثم وضع كتابه "أمريكا من الداخل" ونقل عنه الدكتور صلاح الخالدي الذي وضع كتاب "أمريكا من الداخل بمنظار سيد قطب". وننقل فيما يلي بتصرف ـ فقرات مما كتبا:
نتج عن الصراع العنيف الذي عاشه الأمريكيون وتوالدوا في جوه، أمر جديد ملازم لكيانهم وحياتهم ووجودهم واعتبر فيما بعد سمة دائمة لهم وطبيعة مميزة لهم هذا الأمر هو الحرب والانتقام، والحقد لرغبة الانتقام والتشفي، لم يكونوا يحاربون لحاجة أو مصلحة أو ضرورة، وإنما إشباعاً لرغبة الانتقام والتشفي فيهم، وتلبية لشهوة الحرب المتأصلة فيهم، الحرب للحرب هي سمة الحروب العنيفة التي خاضها الأمريكيون في داخل أمريكا وخارجها. وما الحروب التي أثارتها أمريكا وأوقدت نارها في العالم بخارجة عن تحقيق تلك الشهوة، وتنفيذ تلك الرغبة.
ومنذ أن ظهرت أمريكا على المسرح العالمي كقوة عظمى وقائدة للبشرية! وهي تشعل الحروب الباردة والفائرة والساخنة والملتهبة والحمراء في مختلف بقاع العالم، وحتى تخفي هذه الرغبة المدمرة، وتغلف تلك الشهوة الجارفة، ادعت أنها دولة محبة للسلام، داعية إليه حريصة عليه، وأنها لا تشعل الحروب ولا تفني من البشر ولا تتلف من الأموال والإمكانات إلا لتحقيقه!! وصدق المخدوعون تلك الإشاعة، وراجت فيهم تلك الخرافة: خرافة أن الشعب الأمريكي شعب محب للسلام.
يقول سيد قطب عن سيطرة رغبة الحرب على أمريكا، وتحكم شهوة الحرب في أفرادهم:
"إن الأمريكي محارب محب للصراع. وفكرة الحرب والصراع قوية في دمه، بارزة في سلوكه، وهذا هو الذي يتفق مع تاريخه كذلك. فقد خرجت الأفواج الأولى من أوطانها قاصدة أمريكا بفكرة الاستعمار والمنافسة والصراع. وهناك قاتل بعضهم بعضاً وهم جماعات وأفواج. ثم قاتلوا جميعاً سكان البلاد الأصليين "الهنود الحمر"، ثم قاتل العنصر الأنجلوسكسوني العنصر اللاتيني، وطرده إلى الجنوب في أمريكا الوسطى والجنوبية. ثم حارب المتأمركون أمهم الأولى إنجلترا حتى نالوا استقلالهم عن التاج البريطاني ثم حارب الشمال الجنوب، تلك الحرب التي اتسمت بسمة "تحرير العبيد" وإن كانت دوافعها الحقيقية هي المنافسة الاقتصادية".
وانقضت فترة العزلة، وانتهت سياستها، عندما دخلت أمريكا الحرب العالمية الأولى، ثم اضطلعت بالحرب العالمية الثانية، والحرب العالمية الثالثة ليست بالبعيدة!! ولست أدري إذن كيف راجت تلك الخرافة العجيبة عن شعب هذا تاريخه في الحروب.
يقول سيد قطب: يطيب لي من باب عرض أدلة أخرى من التاريخ العالمي الحديث على سيطرة النزعة العدوانية الانتقامية على العقلية الأمريكية، وتمكن شهوة الحرب والانتقام في حياتها وتوجيهها لسياستها ـ أن أورد هذا التلخيص الفريد الدَال عن "قصة التدخلات الأمريكية في دول العالم".
"أمريكا... تاريخ في الغزو العسكري":
التدخلات العسكرية ليست وليدة اليوم.. أو حديثة العصر.. فهي ذات جذور تاريخية تمتد إلى أكثر من 150 سنة قضتها أمريكا في ممارسة هوايتها. وهنا نستعرض شريطاً تاريخياً لهذه التدخلات العسكرية من بدايتها من قرن ونصف:
السنة الحدث
1833 غزو نيكاراجوا
1835 دخول بيرو
1846 احتلال تكساس وقد كانت للمكسيك
1848 احتلال كاليفورنيا ونيومكسيكو من المكسيك
1854 دمر المارينز ميناء جراي تاون في نيكاراجوا انتقاماً لإبعاد الوزير الأمريكي الذي كان في تلك البلاد.
1855 غزو أوراجواي
1856 غزو بنما
1857 تدخل في نيكاراجوا
1873 غزو كولومبيا
1885-1899 إنزالات عسكرية في كولومبيا
1888 تدخل في هايتي
1891 تدخل في تشيلي
1894 نيكاراجوا مرة أخرى
1898 الحرب الأمريكية الإسبانية في كوبا
1901 جعلت كوبا وكراً أمريكياً للقمار كما ضمنت الحق في قاعدة بحرية في خليج جوانتا نامو
1901-1902 تدخل في كولومبيا
1902 تدخل في هندوراس
1906 تدخل في كوبا
1907 استولت على ستة مدن في هندوراس
1914 سرق المارينز البنك المركزي في هايتي/ قصف واحتلال فيركروز
1915 دخول هايتي واحتلالها حتى 1934م
1916 دخول الدومينكيان والسيطرة عليها حتى 1924م
1932 دخول السلفادور
1954 أطاحت بحكومة جواتيمالا
1961 غزو خليج الخنازير في كوبا
1962 فرض حصار جوي وبحري على كوبا لإجبار السوفييت على إبعاد الصواريخ الذرية
1967 مساعدة عسكر بوليفيا على جيفارا/ تدخل في فيتنام وكوريا
1973 زعزعة الاستقرار في تشيلي للتهيئة لقيام دكتاتورية عسكرية
1980 إرسال عملاء ال‍ سي. آي. إيه إلى مختلف بلاد العالم
1981-1982 تعزيز الأساطيل في الخليج ونشر الصواريخ في أوروبا
1983 تدخل في لبنان وغزو جرينادا

-----------------------------------------------------------
المصدر: مجلة المجتمع الكويتية /العدد 1470-2001/9/29

الرئيسية  | موسوعة الصدرين لحوار الأديان |  العودة للصفحة السابقة