مركز الصدرين لحوار الحضارات والأديان

المؤسسات الإسلامية في الغرب
مركز الثقافة الإسلامية بمدينة بولونيا الإيطالية


بدأ مركز الثقافة الإسلامية في مدينة بولونيا الإيطالية نشاطه عام 1980 باسم الاتحاد الطلبة المسلمين، وبعد فترة انتقل القائمون به إلى منزل سكني وبقي المراكز يمارس نشاطه هناك إلى أن أمر أصحاب المنزل بإخلائه.
قبل عقود كان الطلبة يشكلون غالبية الجالية الإسلامية في بولونيا، وبعد ذلك توافد العمال والمهاجرون والعوائل. وحاول الطلبة في بداية أمرهم أن يكون لهم مكان للصلاة ولم تكن هناك فكرة إنشاء مركز متعدد الأغراض والنشاطات. وبعد إخلاء المنزل المذكور أعطت البلدية مكاناً للطلبة كي يؤدوا فيه مراسيمهم العبادية، وما يزال هذا المكان إلى الآن مقراً لمركز الثقافة الإسلامية في بولونيا، وهو الإسم الذي أطلق لاحقاً على المبنى.
يقول الدكتور نبيل بيومي مدير المركز: تدريجياً تزايد عدد الجالية المسلمة في بولونيا حتى بلغوا حالياً قرابة 11 ألف مسلم من شمال إفريقيا غالباً، وهناك مسلمون من بلدان أخرى. ويستقبل المركز مسلمين من جنسيات مختلفة عربية وغير عربية، فهناك من مرتاديه أخوة باكستانيون وآخرون هنود وغيرهم من إفريقيا وهناك إيطاليون ومسلمون من ألبانيا ومن البوسنة وثمة سيدة من روسيا وأخرى من بولونيا.
ويستعرض الدكتور حسني بوظو أحد الطلبة المؤسسين لمركز الثقافة الإسلامية في بولونيا مراحل تأسيسه: حينما قدمنا للدراسة إلى بولونيا لم يكن فيها مركز إسلامي يجمعنا، كانت هناك أماكن بسيطة جداً لأداء الصلاة توفّرت بجهود بعض الخيّرين ولم يكن ثمة مركز معروف ومناسب. وبعد ست أو سبع سنوات تام تأسيس هذا المركز بجهود الأخوة الطلبة وبتوفيق من الله تعالى ليحتضن النشاطات الثقافية والاجتماعية. وحقق المركز لحد الآن نجاحاً في العديد من أهداف وقدم للجالية المسلمة في هذه المدينة خدمات كبيرة، إلاّ إنه لا يزال دون الحد المطلوب وتعوزه الكثير من الأقسام، الأمر الذي يدفع بعض المسلمين هنا إلى ممارسة أنشطتهم في أماكن أخرى قد لا تكون مناسبة. نحن مثلاً بحاجة إلى صفوف لتعليم الأطفال وغرف خاصة بالنساء واجتماعاتهن ونشاطاتهن وصفوف لتعليم الإيطالية للأخوة الجدد وتعليم الإيطاليين اللغة العربية ومبادئ الدين الإسلامي. بينما لا توجد في المركز حالياً سوى غرفة واحدة صغيرة تجد فيها كل شيء. وبالتالي فإن نشاطنا على مستوىً لا بأس به إلاّ إن إمكاناتنا دون المستوى المطلوب. لابد من الارتفاع بواقع المركز خصوصاً وأن الكثير من الإيطاليين يزوروننا ويريدون المشاركة في فعالياتنا بعدما يسمعون عنها ويتوقعون أن يروا هنا مكاناً كبيراً جداً. فيفاجئون بأماكن صغيرة وأخوة قلائل يزاولون عملهم بشوق واندفاع ولكن بإمكانيات بسيطة جداً.
وتقول الأخت ليلى الإيطالية المسلمة من مدينة بولونيا: المركز الإسلامي في بولونيا حديث نسبياً بالقياس إلى مراكز إسلامية أكثر أهمية في إيطاليا نظير مركز ميلانو، ومع ذلك فالمسلمون هنا يلتفون حوله ويحاولون إنجاح مشاريعه بحضورهم والمشاركة في أنشطته المختلفة مثل دروس اللغة العربية للصغار والكبار. إن نقطة إلتقاء مهمة ليس من الناحية الدينية فقط بل هو مركز يوفر لهم ثقافة جيدة فيمدهم بالكتب المتنوعة ويستطيع من يرتاده أن يعمق ثقافته العامة عبر التداولات مع إمام الصلاة وبقية الأخوة والأخوات.
---------------------------------------
المصدر : فضائية "إقرأ" بتصرف
 

الرئيسية  | موسوعة الصدرين لحوار الأديان |  العودة للصفحة السابقة