الاسـلام والغرب ما موقفك أيتها النخبة مما يجري؟


أعتقد مخلصاً أن الموقف الواجب هو التصدي وعدم الإستسلام لأي شيء, وعدم مشروعية أي تزيين وشرعنة لما يجري, ولما يتضمنه وهو هدف التطبع في كل حقل بدءاً من المسألة الثقافية .
وقد دهشت حينما اطلعت في المدة الأخيرة ورأيت بعض الشواهد عن مطلوبية تغيير مناهج التعليم وتعديل مناهج التاريخ والجغرافيا والدين والإعلام .
وأقول إن هذا فجور, ومن يتكلم بهذه اللغة يكون فاقداً لكل حياء,وكرامة .فقيل فترة كنت أقرأ بحثاً بهذه الأمور, وعرض قيه للمشروع الإسرائيلي لنا عرباً ومسلمين ومسيحيين القائم على التفتيت العرقي والمذهبي والديني, وهو مشروع يعمل له, وقد نرى بوادره قبل نهاية هذا القرن,ولعل بعض نذره تجري الآن في العراق والسودان وشمال أفريقيا,هذه حقيقة ولا أستطيع أن استعد شيئاً مادام أن الغرب تخلى عن كل أخلاقياته وقيمه وأصبح مسيراً بهذا العقل الصهيوني في سبيل الحصول على مزيد من المال والقوة الاقتصادية ويستبيح في سبيل ذلك كل شيء :النفط والسوق .
وعلى هذا الأساس قد يكون لنا غداً مشاريع دويلات هنا في لبنان أو في سوريا أو العراق تحت شعار حقوق الإنسان, وقد بدأ الأكراد يعملون لذلك، والمنطقة كلها مرشحة لأن تتفتت إلى دويلات عرقية وعنصرية ومذهبية وكل دويلة في داخلها عنصر أو مذهب يقلقها لتبقى قلعة واحدة صامدة هي قلعة التلمود في فلسطين.
وهنا أقول إن هذا الأمر يجب أن تتصدى له الأمة من خلال نخبتها ومن خلال مؤسسات مجتمعاتها الأهلية وبعد ذلك أنا واثق أن دور الأنظمة سيأتي وسيعافينا الله مما بنا من دون التورط في أي شيء، فأنا لا أتهم أحداً بالخيانة ولا بالعمالة بل أقول إن هناك ضرورة هي نتيجة معادلة الضعف التي تتسم بها الأنظمة.
ولا أنسى أخيراً أن أذكر بالنقص الكبير الذي مهد لكثير مما أصابنا وهو فقدان مجتمعاتنا للحريات والحقوق الديموقراطية وهو إحدى الثغرات الكبرى في بنيتنا وتكويننا، وهذا نقص ليس في أنظمتنا وحدها، وإنما في تكوينات مجتمعاتنا الأهلية نفسه، وأنا أقول بأخوّة وأبوّة: إن كل أحزابنا السياسية قومية وإسلامية تفتقد في تكوينها الداخلي وأوضاعها التنظيمية إلى أي صيغة من صيغ الديمقراطية وكلها نماذج مصغرة لأنظمتنا، ونحن نفتقد في مجتمعاتنا الوطنية هذه الضرورة لكل حياة كريمة وقادرة على التصدي لما يواجهها من أخطار. ونموذج أنور السادات الذي تحكَّم بإرادة شعب كبير عريق مجنّد يعد 50 مليون إنسان ومن ورائه أمة بكاملها، وينجز المشروع الذي أراد إنجازه هو أكبر مثل على ما يمكن أن يؤدي إليه غياب الديموقراطية والحريات العامة المضبوطة والمسؤولة وليس كما نمارسها في بعض الحالات في لبنان في شكل يجعلها تنقلب إلى فوضى غير مسؤولة.

الرئيسية  | موسوعة الصدرين لحوار الأديان |  العودة للصفحة السابقة