مركز الصدرين لحوار الحضارات والأديان

الاسـلام والغرب المؤسسات الإسلامية في الغرب
تمويل المؤسسات الإسلامية في الغرب


غالبية المؤسسات والمراكز الإسلامية الكبرى في الغرب اليوم ـ باستثناء البعض منها في لندن وجنيف وروما ومدريد ـ أنشأتها حكومات البلدان الإسلامية ووفرت لها شروط التمويل كالأوقاف وما إلى ذلك. أما بقية المؤسسات والتي لا ترتبط بحكومات مسلمة، فما زالت تعتمد في توفير إمكانياتها ومواصلة حياتها على التبرعات التي تحصل عليها من البلدان والجماعات والشخصيات المختلفة.
يؤكد البروفيسور محمّد الهواري مقرر مجلس التعاون الإسلامي في أوربا أن التبرعات التي تحصل عليها المراكز الإسلامية في الغرب من الجالية المسلمة هناك ضئيلة جداً ولا تشكل سوى 5 إلى 10 بالمئة من نفقات المؤسسات، وذلك أن معظم أبناء الجالية لا يزالون في وضع اقتصادي غير مساعد وليس بوسعهم أن يسدوا احتياجات هذه المراكز.
ويتابع الهواري حديثه قائلاً: ثمة تبرعات أيضاً من بعض البلدان الإسلامية وأهل الخير كأفراد ومؤسسات. بيد أن المشكلة هي تزايد حاجات ونشاطات هذه المؤسسات واتساعها وتطورها بتطور الجالية المسلمة في الغرب، الأمر الذي يضاعف طبيعياً من متطلباتها ونفقاتها. فبعض المؤسسات في ألمانيا مثلاً ميزانيتها السنوية تربو على نصف مليون مارك تنفق على الأنشطة المختلفة من ثقافية ودينية واجتماعية وتعليمية و... الخ، كما يصرف جزء منها على صيانة المبنى ومستلزماته، فمن أين تأتي كل هذه الأموال؟! إن القائمين على هذه المؤسسات يعانون الكثير لتوفير نفقات مؤسساتهم، وهذا ما يدعونا إلى التفكير بحلول جذرية دائمة تخلق جوّاً من الاطمئنان والأمن الاقتصادي لهذه المراكز حتى ترفع من فاعلياتها.
ويستطرد الهواري في حديثه: من جملة الأفكار المطروحة على هذا الصعيد مشروع قدّمه البنك الإسلامي للتنمية برئاسة الدكتور محمد علي لإنشاء وقف إسلامي على مستوى أوربا، ويبدو أن إنشاء الأوقاف التي يخصص ريعها لتمويل المؤسسات هو الحل الأمثل والدائم لمعالجة مشكلاتها الاقتصادية.
ويضيف هذا الناشط الإسلامي المقيم في ألمانيا لفضائية "إقرأ": طرحنا على المعنيين بعض الآليات التنموية التي بإمكانها النهوض بالعمل الإسلامي في الغرب. فمثلاً يمكن استئجار أو شراء مواقف سيارات لا تحتاج إلى كثير صيانة، إذ يمكن إبتياع موقف للسيارات في ألمانيا بعشرة آلاف مارك يدرُّ صافياً مليون مارك في السنة. ومثل هذا الموقف لا يحتاج لأكثر من ثلاثة موظفين على مدار الساعة، ولا مجال فيه للسرقة أو الخسارة وما إلى ذلك من المتاعب.
ويشير الهواري إلى نقطة أخرى ضمن هذا النطاق فيقول: لابد من الاستعانة بالخبراء الاقتصاديين لترتيب شؤون الوقف أو المشاريع التي تمول عمل المؤسسات الإسلامية في الغرب. وهنا أقول بأن الأخوة الأتراك في ألمانيا على وجه الخصوص أصحاب ـ تجارب وخبرات جيدة في إدارة المراكز الإسلامية والأنشطة المختلفة. فمؤسساتهم قادرة عموماً على تأمين احتياجاتها المالية وذلك عن طريق الاستثمارات التي قاموا بها، أي أنهم استغلوا التبرعات التي حصلوا عليها في مشاريع تجارية واقتصادية تدر عليهم المبالغ الكافية لاستمرار مشاريعهم الثقافية غير التجارية، فحصلوا بالتالي على موازنة جيدة لعملهم. ولذلك تجد محلات تجارية عديدة تحيط بمؤسساتهم الثقافية وهذه كلها أوقاف مخصصة للمؤسسة. أريد أن أقول أن خبرتهم جيدة ويمكن إستلهامها والإفادة منها.
---------------------------------
المصدر : فضائية "إقرأ" بتصرف

الرئيسية  | موسوعة الصدرين لحوار الأديان |  العودة للصفحة السابقة