الإستراتيجية الامريكية في العراق
المرحلة التاسعة
(الصدمة والرعب ) عنوان لحرب الإرهاب في العراق
كتابات - صلاح التكمه جي


20:0021/3/2003 بهذا التوقيت الزمني اعلن بشكل رسمي للشروع حرب الارهاب في العراق والتي أطلقت عليها أسم "الصدمة والرعب". وضعت لهذه الحرب خطط و استراتيجيات عديدة فمنها عسكري،وسياسي،و غيرها.
أولاالاستراتيجية العسكرية: ويعلن البنتاغون عن وجود اكثر من 300 ألف من قواته في الخليج واكثر من 100 ألف منها داخل العراق بتلك وخلال 20 يوم و بتاريخ9/4/2004 سقط النظام العراقي ، سقطت أسطورة توازن الرعب ، سقطت رابع قوة جيش في العالم ( كما يدعون) ، خلال 20 يوما بلغت خسائر القوات حسب بيان وزارة الدفاع ان الحرب على العراق ادت الى 212 قتيلا بين الجنود الاميركيين منهم 143 في المعارك. ومن اصل هذا المجموع، قتل 74 جنديا منذ الاول من مايو (ايار) عندما أعلن الرئيس جورج بوش انتهاء الإعمال العسكرية في العراق.
وأوضحت المتحدثة باسم "البنتاغون" الكولونيل سينيتا كولن إن 29 جنديا من هؤلاء الـ74، قتلوا في معارك، و45 في اوضاع خارج المعارك منذ الاول من مايو (ايار). وعلى سبيل المقارنة، خلال حرب الخليج الاولى (1991)، قتل 147 جنديا اميركيا في المعارك و235 خارج المعارك، كما تفيد الارقام الرسمية لوزارة الدفاع. ولا تقدم وزارة الدفاع الارقام المتعلقة بالجنود الذين قتلوا عن طريق الخطأ بنيران صديقة، اي نيران القوات الاميركية.(جريدة الشرق الاوسط 10 /7/ 2003 ).
وبلغت كلفت الحرب الارهاب في العراق لأميركا 164 مليار دولار أما الفاينشال تايمز فتقدر حسارت بريطانيا في الحرب 4،3 مليار دولار ذكرت ارقام رسمية نشرت اول من امس في لندن إن بريطانيا انفقت اكثر من تسعين مليون جنيه استرليني (125 مليون يورو) على الذخائر من صواريخ وقنابل وذخيرة اخرى في الايام الـ11 الاولى من الحرب ضد العراق.ولا تشمل تفاصيل نفقات القوات البريطانية في الحرب التي اندلعت في 20 مارس (آذار) الماضي سوى الايام الـ11 الاولى من الحرب أي حتى 31 مارس وهو تاريخ انتهاء السنة المالية في بريطانيا.وبين 20 و31 مارس، بلغت كلفة الصواريخ والقنابل التي اطلقتها القوات البريطانية 61 مليون جنيه والذخائر الأخرى 32 مليون جنيه.وأوضح سكرتير الدولة البريطاني للقوات المسلحة ادم اينغرام إن هذه الأرقام تشكل جزءا من الكلفة الإجمالية للعمليات البريطانية في العراق خلال السنة المالية السابقة وهي 847 مليون جنيه. . (لندن ـ أ.ف.ب) 10/12/2004 الشرق الأوسط.
أما تقديرات دوائر الإستراتيجية الأمريكية و الغربية للقوات العراقية فقد قدر المعهد الدولي لدراسات الإستراتيجية العسكرية في لندن للقوة العسكرية في العراق فهي كالتالي:
1. القوات لأسلحةالتقليدية
قدرات العسكرية لقوات الجيش
تشير معلومات المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية بلندن إلى أن الجيش العراقي يشتمل على سبع قيادات فيالق، وثلاث فرق مدرعة، وثلاث فرق ميكانيكية، و12 فرقة مشاة، وسبعة لواءات قوات خاصة. وتشير التقارير إلى أن نسبة استكمال هذه الفرق 50% من كفاءتها القتالية. وكذلك تشير التقارير إلى أن 50% من المعدات تفتقر إلى قطع غيار، وجميع المعدات متقادمة وتبذل القيادة العسكرية العراقية جهدا كبيرا للمحافظة على صلاحية المعدات وتطويرها بالقدرات الذاتية. ويقدر عدد دبابات القتال الرئيسية للجيش (بما فيها قوات الحرس الجمهوري) بحوالي 2200 دبابة من طرازات قديمة نسبيا، كما تقدر حجم عربات الاستطلاع المدرعة بنحو ألف عربة مدرعة، ونحو ألف مركبة قتال مشاة "ب م ب 1 و2"، ونحو 2400 ناقلة جنود مدرعة، و1900 قطعة مدفعية مجرورة، و150 قطعة مدفعية ذاتية الحركة، و4500قاذف صاروخي متعدد القواذف، بالإضافة إلى عدد غير معروف من المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات، وهناك نحو 500 مروحية منها 120 مسلحة والباقي للنقل.
ونظرا لطول الحدود العراقية فإن حجم قوات الجيش العراقية تكاد تكفي بالكاد للدفاع عن الحدود في حال استكمال مرتباتها، وقد أصبحت قدراتها القتالية الهجومية محدودة بما تكبدته من خسائر نتيجة لحرب الخليج الثانية، كما أنها لا بد وأن تكون فقدت الكثير من الخبرات التي اكتسبتها في الحروب التي خاضتها.
كان الجيش العراقي بعد حرب الخليج الأولى وقبل حرب الخليج الثانية يتكون من 47 فرقة منها سبع فرق مدرعة وميكانيكية، وأربعين فرقة مشاة، ولواءي صواريخ أرض أرض. وقدرت معداته بنحو 5500 دبابة و2500 عربة استطلاع مدرعة و1500 مركبة قتال للمشاة وستة آلاف ناقلة جنود مدرعة وثلاثة آلاف قطعة مدفعية مجرورة و500 قطعة مدفعية ذاتية الحركة و200 عربة صواريخ متعددة القواذف وصواريخ أرض أرض و489 مروحية، مما يعني أن حجم قدرات الجيش قد تقلص إلى الربع تقريبا.
2. القدرات العسكرية لقوات الحرس الجمهوري
وفقا لمعلومات المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية بلندن فإن قوات الحرس الجمهوري العراقية عبارة عن ست فرق منها ثلاث فرق مدرعة وفرقة ميكانيكية وفرقتي مشاة. وتتميز الفرق بأنها كاملة المرتب من المعدات ولها الأولوية في كفاءة معداتها، كما أنها يختار لها أفضل الضباط والقادة، بالإضافة إلى ضمان ولائهم للرئيس. وعادة ما يعتمد الجيش العراقي على هذه الفرق في تنفيذ المهام الصعبة والرئيسية ثم تقوم بتسليم ما حققته لبقية التشكيلات. ويقدر عدد دبابات فرق الحرس الجمهوري بأكثر من ألف دبابة قتال رئيسية، وتستخدم العدد الأكبر من المدفعية ذاتية الحركة الحديثة نسبيا، وكذا مركبات قتال المشاة.
شكلت قوات الحرس الجمهوري أثناء الحرب العراقية الإيرانية وقامت بدور هام في هذه الحرب حيث عادة ما جرت المناورة بها أولا في الاتجاهات التي كانت تتعرض لهجوم إيراني كاسح، ثم أصبحت القوة الرئيسية للهجوم عندما انتقلت القوات العراقية إلى الهجوم. كما كانت هذه القوات أول من دخل إلى الكويت في أغسطس/ آب عام 1990.
كانت قوات الحرس الجمهوري قبل حرب الخليج الثانية تتكون من ست فرق كل منها يضم لواءين مدرعين ولواء قوات خاصة مما يعني أن هذه القوات قد انخفضت إلى أقل من النصف نتيجة للحرب.
3. لقدرات العسكرية لقوات حرس الحدود
تقدر قوات حرس الحدود العراقية بنحو 20 ألف جندي مسلحين بالأسلحة الخفيفة والهاونات (المورتار) فقط، ويتوقع أن تكون هذه القوات تعاني من نقص في المعدات كما أن أفرادها يعانون من ضعف الدخول ومن بعد أغلبهم عن العمران مما يحد من قدراتهم على توفير احتياجاتهم الشخصية، وينعكس هذا بالضرورة على قدراتهم على تأدية مهامهم. إلا أنه يلاحظ تحسن في أداء أفراد هذه القوات، وأنهم أصبحوا قادرين على توفير الكثير من متطلباتهم بالجهود الذاتية وتطوير قدراتهم، كما اكتسبوا خبرة في التغلب على المصاعب التي يواجهونها مما انعكس على حسن أدائهم.
4. القدرات العسكرية لفدائيي صدام
ظهرت هذه القوات لأول مرة في تقارير في نهاية عام 1998 تقريبا بنفس القوة والتقديرات الواردة حتى الآن، وتقدر قوة فدائيي صدام بما يتراوح بين 10 و15 ألف جندي، ومازالت قدراتهم غير واضحة، ولكن يتوقع أن يكونوا قادرين على القيام بأعمال ذات طابع فدائي، أي أنهم يقومون بالتسلل داخل خطوط العدو ومهاجمة الأهداف الحيوية والشخصيات الهامة المعادية، لكن كبر حجم هذه القوة حسب المعلومات المتيسرة يقلل من توقعات قدراتها حيث تصبح أقرب إلى قوات الكوماندوز أو القوات الخاصة، في حين غالبا ما يمكن القيام بالأعمال الفدائية من قبل عدد قليل من الأفراد.
5. المتطوعين الاسلاميين والعرب : هو عنصر جديد استخدممها النظام العراقي السابق وقد قدر اعدادهم لمايقارب 5000 متطوع كحد ادنى ، وهؤلاء كان لهم دور رئيسي في المراحل الاخرى من حرب الاهاب في العراق .

يصف جون ياوكي في واشنطن سقوط بغداد(* سقطت بغداد بسرعة كبيرة في الربيع الماضي لدرجة إن خطوط الإمدادات الأميركية لم تتمكن من ملاحقة التقدم السريع للقوات.وغطت صورة دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي المبتسم أغلفة المجلات الأميركية. وارتفعت شعبية الرئيس الأميركي بوش ارتفاعا كبيرا.) المصدر( خدمة «يو اس ايه توداي» ـ خاص بـ«الشرق الاوسط »13/3/2004
 وسارع الخبراء لتقييم إستراتيجيتهم العسكرية في حربهم على العراق فقد قال الأدميرال ادموند غيامباستياني، رئيس القيادة المشتركة للقوات المسلحة التي أعدت التقرير تحت عنوان «درس تعلمناه» إن القوات المسلحة الأميركية حققت «مستوى تاريخيا» من التنسيق بين القوات الجوية والبرية والبحرية ولكنها لم تكن على نفس المستوى في ما يتعلق بجوانب أخرى
ويذكر غيامباستياني حين أدلى بشهادته لأول مرة أمس أمام لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس النواب. لكنه ناقش هذا التقرير كذلك في مقابلة مع وكالة «اسوشييتد برس»، قبل شهادته أمام اللجنة. وقد فرضت السرية على أجزاء من التقرير للاعتبارات الأمنية، وذلك بعد تقديمه إلى الرئيس بوش. وضع معدو التقرير أياديهم على جملة من الأخطاء منها ما يلي:
1ـ تقييم الدمار الذي ألحقته القوات الجوية والبرية الأميركية بالقوات العراقية: كان التقدم السريع للقوات الأميركية مخترقة الأراضي العراقية هو السبب الذي أعاق هذا التقييم، مع انه كان ذا أهمية حاسمة في شن هجوم فعال. وقال غيامباستياني: «لم نكن قادرين على مواكبة العمليات. فقد كانت القوات البرية تتحرك بسرعة خاطفة مما جعل من الصعب تقييم درجة النجاح التي حققناها».
2ـ الحرس الوطني والاحتياطي: كان أداء الجنود جيدا، ولكن على «البنتاغون» إن يحسن من الطريقة التي يستدعي بها جنود الاحتياط ويعبئهم ويدربهم. وكان هؤلاء الجنود الاحتياط يعطون فترة قصيرة جدا للاستعداد، لا تتعدى بضعة أيام في بعض الأحيان، كما أن قوات أخرى كانت تضطر إلى قضاء أسابيع طويلة من الخمول بعد إن يكون قد تم تدريبها.
(المصدر : الشرق الاوسط3/11/2003.).

أن الانتصار السريع العسكري الأمريكي رافقته أستعدادت سياسية و اقتصادية و ثقافية رغم أن بعض تلك الاستعدادات كانت في مرحلة طور النشوء أما أهم تلك الاستعدادات التي رافقت الخطة العسكرية فهي كالتالي :
1- صدرو قرار 1438 يشرع تواجد قوات التحالف و يعتبرا قوات احتلال قانوني للعراق و على ضوء هذا القرار تم تشكيل سلطة التحالف المركزية و التي هي الجهة الرئيسية في الاشراف على جميع مرافق الرئيسية في العراق
2- العمل على اعداد مجموعة من التكنوقراط العراقيين المتواجدين في اوربا وامريكا وادخالهم دورات في الولايات المتحدة الامريكية و قد وقع البنتاغون عقود معهم على العمل كمستشاريين لقادة العسكريين في قوات التحالف المتواجد في العراق .
3-خولت وكالة الامريكية للتنمية الدولية(USAID ) في أعطاء التصاريح بالاستثمارفي اعادة أعمار العراق و التي عرفت نفسها في موقعها الخاص بها ، بالتعريف التالي:(تساعد الوكالة الامريكية للتنمية الدولية USAID الشعب العراقي في أعادة أعمار وطنهم عن طريق العمل ضمن سلطة الائتلاف المؤقتة CPA ، ويتم تنفيذ برامج الوكالة الامريكية للتنمية الدولية بالتنسيق مع الامم المتحدة UN البنك العالمي وصندوق النقد الدولي (IMF) ودول التحالف المشتركة والمنظمات غير الحكومية NGOs وشركاء القطاع الخاص . ومهمة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في العراق تتضمن توليها برامج في مجال التعليم والعناية الصحية وألامن الغذائي وأعادة أعمار البنى التحتية و إنعاش الاقتصاد و محاولات لتطوير المجتمع المدني والتنسيق بينها و بين المؤسسات الحكومية.)
وقامت بعثة الوكالة الامريكية للتنمية الدولية USAID بتنفيذ البرامج في اربع جوانب حيوية وستراتيجية في العراق وهي :
1. اعادة العمل في البنى التحتية الاساسية.
2. دعم المبادئ الاساسية للصحة والتعليم.
3. التوسع في الفرص الاقتصادية.
4. تطوير كفاءة ومسؤولية الحكم.
4- تم تعيين في بادئ الامر الجنرال غارنر ثم تم إبداله بالمسؤول عن الملف الإرهابي في أمريكا الا هو بول بريمر و تم تعينه الحاكم الامريكي في العراق و المسؤول عن سلطة التحالف الموقت في العراق (CPA-IRAQ )
5-السيطرة على منابع النفط في العراق و التاكيد على حمايتها بل اعتبر ان النفط احدى الاهداف الاستراتيجية في الخطة الامريكية بالعراق .
6-تم نعيين جميس بيكر لادارة ملف الديون في العراق.
7-تشكيل مجالس محلية للمحافظات تحت اشراف العسكريين المحليين في كل محافظة.
8-المراقبة المستمرة للعملية السياسية و التشريعية في العراق من خلال تشكيل مجلس الحكم و قانون ادارة الدولة و تنظيم عملية الانتخابات و خطة تسليم السلطة .
9-السيطرة على الملف الأمني و العسكري بعد حل جهاز وزارة الداخلية و الدفاع في العراق و حزب البعث.
10 – تعيين مستشارةالامن القومي كوندوليزا رايس المشرف ( مجموعة استقرار العراق) .
11- تعيين المستشار الخاص لوكالة المخابرات المركزية الاميركية (سي آي إيه ( ديفيد كاي ) مسؤول عن البحث و التحقيق في أسلحة الدمار الشامل العراقية
انتهت المرحلة الاولى من حرب الارهاب في العراق بسقوط الدولة العراقية وانهيار تلك القوة العسكرية بكل مكوناتها من رأس السلطة الى انهيار مؤسساته الحزبية العسكرية والامنية و المخابراتية وحتى دوائره الخدمية ، ولكن الضفحة الثانية لمعركة الارهاب في العراق ظهرت بعد سقوط الدولة العراقية و انهيار المؤسسات الرسمية للنظام السابق ، تلك المعركة التي لم تحسم لحد الان من قبل العقل الاستراتيجي لنظام العولمة الجديد ، رغم الامكانات الكبيرة التي يمتلكها ذلك النظام من قدرات عسكرية متطورة الى انظمة تقنية عالية الى سيطرة الالكترونية في حرب لم تعهدها الانسانية من قبل ، الصفحة الثانية من حرب الارهاب في مرحلة القادمة .

الرئيسية  | مركز الصدرين للفكر الإستراتيجي |  العودة للصفحة السابقة