الإستراتيجية الأمريكية في العراق
الحلقة الرابعة
كتابات - صلاح التكمه جي


حرب الخليج الثانية
في فجر الخميس الثاني من أغسطس سنة 1990 غزا صدام الكويت،وفي هذا التاريخ اشتعلت الشرارة الأولى للحرب بين الإدارة الأمريكية و النظام العراقي السابق ،والتي أدت إلى المواجهة العسكرية الشاملة في حرب الخليج الثانية بين قوة عسكرية كان تعتقد أنها رابع قوة جيش في العالم و تمتلك من المقومات بحيث تجعل القوى الغربي و بالذات الولايات المتحدة الأمريكية تمتنع من المجازفة في مواجهة العراق خصوصا بعد أن ظن صدام ،انه قد حصل على الضوء الأخضر في عدم التعرض له ،بعد مقابلته مع سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية ، عندما أكدت له أن حكومته لا ترغب في التدخل في مشاكل دول الجوار .ولكن فوجئ صدام بأنه تجاوز الخط الأحمر و أنه بمغامرته في غزوه للكويت ،اصبح العراق في دائرة الخطر للقوى الكبرى ، بتهديده مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية، خصوصا بعد سيطرته على ثلث نفط العالم ، و لهذا استنفرت الولايات المتحدة و القوى المتحالفة معها في جميع أنحاء العالم بتعبئة كل قواها العسكرية لهزيمة العراق و قد بلغت التكاليف الإضافية لهذه الحرب حسب تقديرات وزارت الدفاع 61.1 مليار دولار وخصص الكونجرس مبلغ 53.7 مليار دولار (المصدر: حرب الخليج الثانية : التكاليف و المساهمات- مركز الإمارات للدراسات )
 وقد سارعت الولايات المتحدة إلى بناء ائتلاف يتجاوز حلفاءها في أوروبا ليشمل روسيا وبعض الدول العربية ودولا أخرى. وكانت حصيلة التحالف:
38دولة ، 750 ألف جندي ، 3600 دبابة ، 1800 طائرة ،150 قطعة بحرية.
استغرقت الحرب 40 يوما من 17 يناير/ كانون الثاني حتى نهاية فبراير/ شباط.
وتم إلقاء أكثر من مائة ألف طن من المتفجرات على العراق بما في ذلك مئات الأطنان من ذخائر اليورانيوم المنضب.
وكانت خسائر الحرب
خسر العراق:
· أربعة آلاف دبابة. 3100 قطعة مدفعية. 240 طائرة. 1856 عربة لنقل القوات.
· ما بين سبعين إلى مائة ألف قتيل في صفوف الجنود.
· 30 ألف جندي عراقي أسير.
بلغت خسائر العراق أن فقد 60 % من قوته العسكرية حسب ما ذكره اللواء وفيق السامرائي في كتابه
( القراءات الخاطئة)
 ولكن الأهم من هذا ،هو الوضع جديد لصاحب القرار الأمريكي الذي أستثمره في اتجاه العراق و التي أهمها :
1- تكبيل العراق بقرارات دولية تدمر قوته العسكرية و تنهي حالة الاختلال التوازن الاستراتيجي التي نتجت عنها و اهم القرارات هي : قرار660 في 2/8/1990 الذي يدعوا العراق للخروج من الكويت,قرار 661 في 5/8/1990 الذي يمنع العراق من استيراد و تصدير او إنتاج أو تطوير قدارته العسكرية و المباشر في تدمير قوته العسكرية .و أيضا قرر الاتحاد الاوربية في 6/8/1990 في حظر الواردات النفطية من العراق. واهم قرار هو 687 في 3ابريل 1991 الذي جعل العراق بجميع إمكاناته البشرية و الاقتصادية تحت الوصاية الدولية و الأشراف المباشر من قبلها لتدمير قوة الرعب الاستراتيجي للعراق
2- بدأ الخبراء الاستراتيجيين الأمريكان يركزون على قضية الأمن الإقليمي و ارتباطه بأمن الولايات المتحدة الأمريكية و خصوصا شكلت الموارد النفطية جزء مهم في التفكير الاستراتيجي للأمن الولايات المتحدة الأمريكية ،ففي جلسة 21 فبراير 1991 لكونغرس الامريكي أكد ثلاث خبراء
 ( أكدوا العلاقة المتكاملة بين الترتيبات الامن الاقليمي, وحل الصراع العربي الاسرائيلي، و التنمية الاقتصادية).
3- بدا التفيذ الخطة الاستراتيجي من قبل أداره البيت الأبيض و التي أهمها سياسية الاحتواء المزدوج و القرارات التأديبية بدول الخارج عن القانون و التي تشمل العراق و إيران و سوريا.
بعد حرب الخليج الثانية دخل العراق في مرحلة جديدة للمفكر الاستراتيجي الأمريكي الا وهي مرحلة (الاحتواء المزدوج ) التي ستناول تفاصيل بالحلقة القادمة
 

الرئيسية  | مركز الصدرين للفكر الإستراتيجي |  العودة للصفحة السابقة