السيد الخميني يُعاتب و يُحَذِّر


ليسأل كل أولئك الذين يختلفون مع الآخرين من أبناء هذه الأمة الكريمة التي كانت خير امةٍ فأنتم أبناء الدين الواحد وإن تخصصنا في العنوان أكثر فأنتم أبناء المذهب الواحد وهناك الكثير والكثير من نقاط التلاقي التي تشتركون بها جميعاً ومواطن اللقاء هذه هي أكثر بكثير من مواطن الاختلاف فأنتم تشتركون بالخالق الواحد وبالنبي الواحد وبالقرآن الواحد وبالإمام الواحد وبالوطن الواحد وبالأمة الواحدة وبالقبلة الواحدة وبأصول الدين الواحدة وباللغة الواحدة وبالأعراف والتقاليد الواحدة بينما يكون الاختلاف وفي فترات زمنية معينة وخصوصاً مؤخراً في مرجع التقليد وما يترتب عليه من اتجاه فكري وسياسي معين ومن الجدير بالذكر أن هذا التنوع موجود في داخل الأسرة الواحدة فهل يكون ذلك مدعاة للفرقة والتناحر ما لكم كيف تحكمون،هل ران على قلوبكم أفلا تتفكرون ،أفلا تعقلون،أفلا تفقهون،فأن المرجع الواحد قد يختلف في الفتوى من فترةٍ إلى أخرى فهل يستلزم ذلك حرباً ضروس بين العوام وهل تدّعون العصمة لمراجعكم فاتقوا الله إن كنتم تفعلون والكلام هنا وإن كان موجهاً للجميع سواء من عامة الناس أو من النُخَب القيادية التي تلعب دوراً كبيراً وفاعلاً في توجهات الجماهير فكرياً وسياسياً واجتماعياً إلا أنني أخص بالذكر القيادات الإسلامية ويتفق معي السيد روح الله الموسوي الخميني(سلام الله عليه) إذ يقول (( لا أدري فيم تختلفون ؟ ولِمَ تتنابذون ؟ ولماذا كل حزبٍ بما لديهم فرحون ؟ ألم تتخذوا إلى ربكم مآبا؟ألم تستجيبوا لله وللرسول حينما دعاكم إلى ما يحيكم ؟ ألم تتنوروا بنور الإسلام وتتخلقوا بأخلاقهِ ؟ أليس ينبغي لكم أن تكون لكم في علي بن أبي طالب أسوة حسنة ؟ هل تكتفون من تشيعكم بالمظهر؟ فأي فرق إذن بينكم وبين غيركم ؟ ولعل في غيركم من يكون أشد التزاماً من بعضكم،كل خلافٍ لا يحمل هدفاً معيناً ذا قداسة فهو إنما يستمد جذوره من حب الدنيا والإخلاد إليها ولو رجع الأنبياء وجمعهم مكان أو زمان واحد فإن هدفهم سيكون واحداً ومقصدهم متحداً لأنهم لا يدعون إلا إلى عبادة ربٍ واحد وقد أخلصوا دينهم لله ولم يبق في قلوبهم مكان لحب الدنيا وحطامها وإذا استمرت سيرتكم على ما انتم عليه فإحذروا أن يُدْركَكُمْ الموت ولم تكونوا في عِداد شيعة علي بن أبي طالب وإحذروا أن تحرموا لحظة توفقون فيها للتوبة وإحذروا أن لا يكون لكم في شفاعة إمامكم نصيب فإغتنموا فرص الخير وإنتهزوها فإنها تمر كما يمر السحاب وفوت الفرصة غصة وحاسبوا أنفسكم وأنبذوا ما شجرَ بينكم من خلاف مبتذل مهين وتنزهوا عن هذا التفرق شيعاً وأحزاباً .. ألستم أهل ملةٍ واحدة ، هل يتضمن مذهبكم عديداً من الشُعَبْ ؟ لماذا لا تنتبهون ؟ ولماذا لا تتصافون ؟ لماذا لا تتآخون ؟ لماذا…ثم لماذا ؟ )) (علماء الدين أمناء الرسل/ص64).
 


 

              

 

الرئيسية