الأسباب الحقيقية لظاهرة شتم العلماء
و الجهات التي تقف وراءها و تُغذّيها


كنت قد ذكرت آنفاً بأنه هنالك صنفان من الناس يكمنان وراء ظاهرة شتم العلماء وهما كلاًّ من المصاب بالجهل البسيط والمصاب بالجهل المركب ولكنه في واقع الأمر إنهما مجرد حطب يشتعل لإشعال نار هذه الفتنة لأنه هنالك أيادي خفيّة تُدير هذه الحرب الغير نظيفة وهذه الأيادي تتمثل بالحكام الطغاة المتسلطين على رقاب المسلمين قسراً وقهراً وتقف من ورائهم داعمة ومساندة لهم الدوائر الإستكبارية والهدف الاستراتيجي لهذه الدوائر الصهيونية وأذنابها في المنطقة هو القضاء على قدسية العلماء المسلمين العاملين المخلصين في نفوس الجماهير مما يوفر لهم الأرضية الخصبة لتمرير مخططاتهم التوسعية وأحلامهم المريضة والتي تتجسد في ثلاث محاور رئيسية وهي كلّ من المحور السياسي والمحور الديني والمحور الاقتصادي مع الأخذ بنظر الاعتبار التلازم الآيديلوجي والمنطقي في تداخل هذه المحاور ،ولا يستطيع كل من هبّ ودب قراءة ما بين السطور والإطّلاع على حقائق وخفايا الأحداث إلا من سدد الله خطاه وكان بحق قائداً لهذه الأمة في إحدى بقاعها فلنصغِ إلى السيد روح الله الموسوي الخميني(سلام الله عليه) كيف يُشخّص بدقة مجريات الأحداث إذ يقول (( وهؤلاء وكل واحد من أصحاب الآراء الباطلة والأقوال النشاز لأنهم يعلمون أن الوحيدين القادرين على التصدي لهم في المجتمع وفضح أكاذيبهم هم العلماء،وسائر الناس إما ليسوا مختصين في هذا المجال أو إذا كان لهم إطلاع قَلَّ أو كَثَرْ فهم لا يعتبرون واجبهم التصدي لهؤلاء السائبين،الشيء الوحيد الذي يهتمون به لأجل تحقيق أهدافهم المسموعة ويقدمونه على كل شيء هو أن يوجهوا التهم والافتراءات إلى العلماء بكل وسيلة ممكنة وكذباً وزوراً ليفصلوا الناس عنهم ويحقروهم في أعين الناس ويضعفوا تأثيرهم الروحي بكل ما أمكنهم ليفتح أمامهم الميدان فينصرفوا بكل إطمئنان للتلاعب بأرواح بعض الناس المساكين وأعراضهم وأموالهم،يشهد التاريخ أن الجهة الوحيدة التي حفظت دين الإسلام منذ وفاة نبي الإسلام وحتى اليوم وحالوا دون تأثير أباطيل السائبين هم العلماء الروحانيّون))(من كلمة له في كتابه كشف الأسرار)(علماء الدين أمناء الرسل/ص3) ،
وفي مقام آخر يقول السيد الخميني(قدس الله خَفِيُّه)((إنهم يعرضون الإسلام بشكل سيء ويعرضون المعمم بشكل سيء لماذا؟لأن ما يقف في وجوههم هو الإسلام ولأن من يريد تطبيقه هو المُعَمّمْ وأولئك لا يريدون أن يتحقق هذا الأمر لهذا يريدون عرض الإسلام بشكل سيء ليبتعد الناس عن الإسلام وليهمش المُعَمّمْ ويبقون هم فيفعلون ما يحلوا لهم))(صحيفة النور/ج1ص139).



 

              

 

الرئيسية