الشهيد مرتضى مُطهّري و رؤيته للجهل البسيط و المُركَّب


لا حاجة للإسهاب والإطناب غير المجدي لمعرفة العلاقة بين موضوع بحث ظاهرة شتم العلماء وبين الجهل البسيط والمركب إذ أن الذي يتجرأ على شتم العلماء ما هو إلا أحد صنفين الأول منهما هو الذي يتسم بالجهل البسيط وهذا الصنف يسهل التعامل معه فبعد الشرح البسيط والتوضيح الكافي يتم إزالة هذا المستوى من الجهل ولكن الصنف الثاني هو الذي يشكل عقبة أمام وضوح الرؤيا،وما أروع الفيلسوف الشهيد مرتضى مطهري(قدس) الذي يعرض لنا رؤيته للموضوع بقوله((الجهل البسيط ليس بخطر فهو سهل الإزالة فإذا عرف المرء أنه لا يعرف ذلك الشيء سيسعى حتماً إلى معرفته ولا أقل من أنه يستمع إلى ما يقوله الآخرون ويتقبله إن وجده حقاً،أما صاحب الجهل المركب وهو الذي لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فهذا لا علاج له لأن غرور صاحبه يحول بينه وبين إزالة الجهل وهذا ديدن معظم الذين يدعون التنّور والفهم،فمن الخير للإنسان أما أن يكون بسيطاً وأما عاقلاً مكتمل النضج والفهم أما ذوو الذكاء الناقص يحسبون أنفسهم في قمة الذكاء وأن أعمالهم تتصف بالحكمة فهؤلاء أكثر الناس حمقاً وأشدهم عناءاً))(علماء الدين أمناء الرسل/ص36).
وهذا حال الذين يشتمون العلماء اليوم ويحسبون أنهم يحسنون صُنعاً لأنهم يظنون أنهم يمتلكون مستويات عالية من الفكر والفطنة لا يرقى إليها غيرهم ، ألا خاب ما يفترون .


 

              

 

الرئيسية